السبت، 21 نوفمبر 2015

عالم بدون إسلام


عالم بدون إسلام
اسم الكتاب : عالم بدون إسلام         Aworld Without Islam
اسم المؤلف: جراهام إى فولر
الناشـــر: Little brown and company 231 Park avenue- New York – N Y 10017  WWW Hachett book group
بلد النشـر : الولايات المتحدة الأمريكية
لغة النشـر: الإنجليزية
سنة النشر: أغسطس 2010
نبذة عن المؤلف:
جراهام إى فولر: عمل كنائب سابق لرئيس مجلس الاستخبارات القومى التابع لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية. يعتبر من كبار العلماء فى العلوم السياسية وعمل فى مؤسسة Rand وهى مؤسسة تقوم بالتحليلات السياسية. يعمل حاليًا أستاذًا مساعدًا للتاريخ بجامعة سيمون فراسر. ألّف الكثير من الكتب التى تتناول الشرق الأوسط: ومن بينها كتاب "مستقبل الإسلام السياسى". عاش وعمل فى العالم الإسلامى قرابة عشرين عامًا.
العرض العام
يقع الكتاب فى 304 صفحات من القطع المتوسط، وهو عبارة عن ثلاثة أجزاء تضم 14 فصلاً.
تدور الفكرة الرئيسية للكتاب حول العلاقات بين الشرق والغرب والعوامل التى تتحكم فى تلك العلاقات، حيث يرى المؤلف أن هناك عوامل جيوسياسية عميقة أدت إلى عدد من المواجهات بين الشرق والغرب قبل ظهور الإسلام واستمرت فى وجوده، ربما بسبب تغييرات حتمية إقليمية وجيوسياسية فى تلك الأجزاء من العالم بصرف النظر عن البعد الدينى. ويدفع المؤلف بأن الدين لم يكن سوى الراية أو الشعار الذى رفع للتغطية على خلافات ومنافسات عميقة، بل يؤكد طوال فصول الكتاب على أنه لو لم ينتشر الإسلام عبر أجزاء واسعة من الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا لما اختلفت العلاقة بين الغرب والشرق الأوسط عما هى عليه اليوم اختلافًا جذريًا
ويتمنى المؤلف أن يلتقط القارئ الفكرة التى يريد أن يوضحها وهى أن الإسلام هو جزء مهم وأصيل من التجربة الإنسانية الدينية والسياسية فى العالم، وإذا كانت هناك مشكلة مع الإسلام فهى مشكلة تشارك فيها كافة الأطراف العالمية.
ويتطرق المؤلف إلى الخوض فى الأمور اللاهوتية للأديان الثلاثة، ويقارن نقاط الالتقاء بينها ونقاط الخلاف. وعلى سبيل المثال التقاء اليهودية والإسلام فى كثير من الأمور اللاهوتية، خاصة فيما يتعلق بالتوحيد، وتحريم أشياء بعينها، ويقارن ذلك بما يقابلها فى العقيدة المسيحية. ويرى أن هناك انقسامات عدة لدى المسيحيين فى هذا الشأن. فبعض الفرق المسيحية التقت مع اليهودية والإسلام فى بعض الأمور عبر مجريات التاريخ مثل التوحيد مع وجود آراء كثيرة لدى المسيحيين حيال هذه المسألة بالنسبة لطبيعة المسيح على شاكلة إضفاء صفة الألوهية عليه ومنهم من نادى بالتوحيد، بل الأكثر من ذلك ذكره أن فريقًا من المسيحيين أباح تعدد الزوجات إلى أربع زوجات، وحرم أشياء كثيرة مثل تلك الذى يحرمها الإسلام كصور الأنبياء... إلخ.

وفى هذا المجال يشير إلى نظرة اليهودى، والمسيحى، والمسلم كل إلى الآخر، فاليهود على سبيل المثال يرون أن يسوع ليس المسيح المخلص المنتظر الذى ورد اسمه فى التوراة. أما الإسلام فقد تبنى موقفًا وسطًا باعتبار أن يسوع نبى عظيم من عند الله. ويشير المؤلف إلى أن القرآن كرم مريم بصورة أكثر مما ورد فى الإنجيل، وأنه بدون ظهور الإسلام فإن كثيرًا من النقد اليهودى المرير ضد يسوع كان سيظل قائمًا. وعلى الرغم من قبول الإسلام لأجزاء ضخمة من التوراة والإنجيل فإن اليهودية، والمسيحية ترفض نبوة محمد، وأن محمدًا قد عومل فى كثير من الأدب المسيحى على أنه صاحب بدعه وأنه شيطان يجب إلقاؤه فى الدرك الأسفل من النار، كما جاء فى كتاب دانتى "الجحيم".

ويتناول المؤلف علاقة الدين بالدولة، ومحاولة سيطرة الدولة على الدين، فبالنسبة للمسيحية ارتبطت الدولة بالدين عبر التاريخ بصورة أكبر مما عند المسلمين. ويرى المؤلف أنه لو لم يظهر الإسلام فإن الدين الذى كان سيسيطر على الشرق الأوسط هو المسيحية الأرثوذكسية والتى كانت ستصبح مؤسسة يكمن داخلها غضب تراكمى بسبب الظلم والقهر الذى انتاب الشرق الأوسط على يد الغرب وأنه مازالت حتى الآن توجد جذور عميقة لدى الكنيسة الأرثوذكسية ضد الغرب تشبه مواقف كثيرة عند المسلمين تجاه الغرب. كما يتناول المؤلف تاريخ الخلاف العميق بين المسيحيين فى بيزنظة والغرب، وذلك قبل سقوط القسطنطينية عام 1453م على يد العثمانيين.

ويعتقد المؤلف أن انتشار الإسلام فى الأراضى البيزنطية الواقعة فى الشرق الأوسط يرجع إلى أن شعوب تلك المنطقة كانت تكن عداءً شديدًا تجاه محاولة الغرب السيطرة عليها، وليست روما فقط وإنما القسطنطينية اليونانية أيضًا. وكان المسلمون يعطون عهودًا للمناطق التى يغزونها بالحفاظ على الأنفس والممتلكات والمعابد، وعندما سقطت القدس عام 638م فى أيدى المسلمين أعطى الخليفة عمر شخصيًا الذى حضر إلى القدس عهدًا باحتفاظ المسيحيين بشعائرهم، وبسلامة المدينة، وقد شارك شخصياً فى تنظيف جبل الهيكل اليهودى المهجور وصلى هناك. ويستبعد المؤلف فكرة أن الإسلام انتشر بحد السيف كما يدعى الغرب. كما أن القول بأن الإسلام معادٍ للغرب لا أساس له على أرض الواقع.

فالإسلام فى تلك المرحلة لم تكن لديه إلا القليل من المواجهة المباشرة مع القوى الغربية أو البيزنطية، ومن هنا لم تكن لديه النزعة المعادية للغرب، كما أن التحول الدينى للسكان لم يكن هو الهدف المباشر للغزاة العرب إنما كان هدفهم بسط السلطة الإسلامية، كما أن عملية التحول الدينى لم تكن سريعة على المستوى الشعبى، وأن الإسلام غير فجأة الشخصية الجغرافية للشرق الأوسط، حيث أوجد قوة دفع جديدة معادية للغرب.

ويتطرق المؤلف إلى الحملات الصليبية، حيث انطلق الصليبيون الغربيون نحو الشرق بهدف تحرير الأراضى المقدسة، وحيث دعا البابا "أوربان الثانى" المشاركين فى الحملة الصليبية إلى أن يبيدوا تلك السلالة الوضيعة التى تسيطر على الأراضى المقدسة. وكانت ظاهرة معاداة السامية شيئًا مألوفًا فى الغرب، حيث قامت عصابات تابعة للحملات الصليبية قبل مغادرتها أوروبا بتطويق كثير من المناطق فى ألمانيا، حيث خيروا اليهود بين اعتناق المسيحية أو القتل، وحدثت هناك مذابح. ولم يضم البابا المسيحيين الأرثوذكس الشرقيين ضمن غير المؤمنين، إلا إن الاعتقاد الشعبى لدى كثير من المسيحيين الغربيين هو أن المسيحيين اليونانيين غير مؤمنين.

وقامت الحملات الصليبية بقتل معظم سكان البلاد التى كانوا يدخلونها، ودمروا المساجد، كما أن هناك أدلة موثقة على أنهم كانوا يأكلون لحم البشر من المسلمين الذين كانوا يعتبرونهم وثنيين، ويقارن المؤلف بين موقف المسلمين عندما دخلوا القدس وموقف الصليبيين، فاليهود حاربوا جنبًا إلى جنب مع المسلمين، أما الصليبيون خلال 24 ساعة من اقتحام المدينة قتلوا سكان المدينة من رجال ونساء وأطفال من مسلمين ويهود ومسيحيين أرثوذكس شرقيين، ويقول أحد المشاركين فى هذه الحملات: "إن أقدامنا صبغت حتى الكاحل بدماء القتلى". ويستعرض المؤلف تاريخ الحملات الصليبية المتعددة إلى أن تم طرد الصليبيين على يد صلاح الدين الأيوبى.

ويعرض المؤلف لحركة الإصلاح الدينى البروتستانتى فى القرن السادس عشر، حيث تعرض بعض زعماء تلك الحركة الإصلاحية للتعذيب والإعدام، وأن تلك الحركة نجحت فى استبعاد الدين من السيطرة على السياسة، بينما ما زالت كنيسة روما تحاول الإبقاء على هذه السيطرة، وأن حركة الإصلاح أدت إلى حدوث قلاقل فى أوروبا وحروب هى الأكثر دموية فى تاريخ أوروبا، وهى تمثل دمقرطة للدين. أما الكنيسة الأرثوذوكسية الشرقية فإنها لم تشهد أية حركة إصلاح دينى، ويفترض أنه لو كانت الكنيسة الأرثوذوكسية ما زالت تسيطر على الشرق الأوسط الآن، فإن الوضع لم يكن أكثر دنيوية وعقلانية مما هو عليه تحت سيطرة الإسلام، وأن الإصلاح الدينى البروتستاتنى والإصلاح الدينى الإسلامى يهتمان بالقيم الدينية المطبقة وتعليماتها الاجتماعية، وليست الناحية اللاهوتية المجردة فحسب وأن المذهب السنى فى الإسلام يفتقر لوجود شخص بعينه لديه التفويض المطلق للتحدث عن مسائل التفسير فى الإسلام مثلما هى الحال عند البابا.

ويناقش المؤلف كتاب "صدام الحضارات" ويقول: "إن مؤلف الكتاب استخدم عبارة غير مناسبة عندما ذكر "حدود الإسلام الدامية" ويوضح أن الإسلام خارج مكان ولادته فى الشرق الأوسط كيف تعامل وتفاعل مع أربع حضارات كبرى رئيسية عندما اتصل بها وأقام أشكالاً من التعايش السلمى وهى الحضارات التى كانت فى روسيا، وأوروبا، والهند، والصين، وأن معظم القضايا الخاصة "بحدود الإسلام" هى ليست فى الحقيقة حدودًا، ولكنها تمثل علاقات المسلمين داخل اتفاقات غير إسلامية خاصة عندما يكونون أقلية، إذ يطورون علاقات خلاقة فى هذا المجال".

ويُرجع المؤلف سبب كراهية المسلمين وآخرين للفكر الغربى إلى ما قام به الغرب من غزو واستعمار، واستغلال المصادر، والعجرفة، وعدم احترام الثقافات غير الغربية، وأن إستراتيجية المحافظين الجدد وإدارة بوش قد ولدت مزيدًا من المعاداة للولايات المتحدة.
وعن وراثة روسيا للتراث الأرثوذوكسى بعد سقوط الإمبراطورية البيزنطية على يد العثمانيين، فقد أعلن "إيفان الثالث" قيصر روسيا أن موسكو أصبحت "روما الثالثة"؛ أى وريثة "روما الثانية"؛ أى الإمبراطورية الأرثوذكسية، فى حين أن "مراد الثانى" السلطان العثمانى أصبح يشير إلى نفسه على أنه وريث الإمبراطورية البيزينطية وتراثها المسيحى ولقب بـ"إمبراطور الإمبراطورية الرومانية"، وحافظ على شخصيتها متعددة القوميات والديانات، وأن روسيا دائمًا ما كانت تساورها الشكوك تجاه الغرب. ويشير المؤلف إلى أن روسيا بعد سقوط الشيوعية استعادت هويتها التقليدية وازداد نفوذ الكنيسة الأرثوذوكسية التى تصدت لمحاولات الكاثوليك والبروتستانت لتحويل رعاياها إلى مذاهبهم، كما أن الكنيسة الروسية حاولت خلال التاريخ تحويل الرعايا المسلمين إلى الديانة المسيحية، ولكنها فشلت فى ذلك، كما أن الكنيسة الأرثوذوكسية تناضل من أجل استعادة مكانتها عبر العالم، وأنها قد تسود أوروبا إذا لم تتطور أوروبا خلال القرن الحادى والعشرين.

ويشير إلى أن الأرثوذوكس فى لبنان هم الذين يتفهمون السيكولوجية السياسية للمسلمين أكثر من أى طائفة مسيحية أخرى، ويتقاسمون سويًا تعايشًا يتسم بالألفة مع المسلمين. كما أن المؤلف يتطرق إلى وضع المسلمين داخل روسيا وعلاقاتهم بالاتحاد السوفيتى عبر الحقبة الشيوعية، وكذلك علاقة الكنيسة بالحكم الشيوعى.
كما يتناول المؤلف مسألة الهوية، وخاصة الهوية العرقية والهوية الدينية ومكانة كل منهما إزاء الأحداث والمجتمعات.

وعن المسلمين فى الغرب يقول المؤلف: إنه بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر أصبح ينظر إلى المسلمين فى أوروبا على أنهم طابور خامس لأن التخطيط لهذه الأحداث تم فى ألمانيا، ولكن المؤلف يذكر أن أوروبا شهدت تفجيرات عدة فى مدريد، وفى لندن كما وقعت أحداث شغب فى فرنسا، وأن تلك الأحداث ارتبطت بالمهاجرين. ويتساءل المؤلف لو لم يكن هؤلاء المهاجرون مسلمين هل كانت المسألة ستختلف؟ ويجيب على ذلك بالنفى.

ويتطرق المؤلف إلى تاريخ الهجرات الإسلامية إلى أوروبا وأحوالهم الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، وظهور مفهوم الهوية الإسلامية بين المسلمين عوضًا عن هوياتهم القومية النابعة من بلادهم الأصلية لأنها تشكل ردًا مباشرًا على عدم ارتباط هؤلاء مع بلادهم الأصلية، وحالة التمييز ضدهم ويقارن وضع اليهود كأقليات ووضع المسلمين كذلك، وأن المسلمين أصبحوا هدفًا لشكوك مكثفة، والتهكم والسخرية والكراهية.

ويشير المؤلف إلى أنه خلال الأعوام الحديثة سادت مخاوف بين المحافظين الجدد ومؤيدى الصهيونية، من أن هناك تحالفًا بدأ يظهر فى الأفق فى أوروبا بين المسلمين واليسار قائمًا على تبادل المنافع، بأن يقدم اليسار تسهيلات خاصة بقوانين الهجرة مقابل مكاسب انتخابية. أما عن العلمانية فى أوروبا فإن موقفها كان معاديًا للهوية الإسلامية، ومثال على ذلك الرسم الكرتونى المسىء إلى النبى محمد فى الدنمارك.

ينتقل المؤلف بعد ذلك إلى وضع المسلمين فى الهند وتاريخ الإسلام فى الهند، وتاريخ الإمبراطورية المغولية المسلمة التى حكمت الهند، والعلاقة المتوترة بين الإسلام والديانة الهندوسية وحوادث العنف وتقسيم الهند إلى قسمين: الهند، وباكستان والعداوات التى ما زالت قائمة بين الدولتين بسبب مشكلة كشمير، وتعصب الهندوس ضد المسلمين.

ويتحدث المؤلف عن الإسلام فى الصين، حيث يبلغ عدد المسلمين هناك نحو عشرين مليون نسمة، وكيفية وصول الإسلام إلى الصين وعلاقات الصينيين بالمسلمين التى شهدت تطورات مختلفة أبرزها إبان الحقبة الماوية وما صاحبها من ثورة ثقافية، كانت تعادى الأديان بما فى ذلك الإسلام، إلا أن الأحوال تغيرت الآن إلى الأفضل.

ويذكر المؤلف أن الإسلام قد شهد ازدهارًا وتوسعًا عظيمًا فكان همزة وصل مع مناطق شاسعة من العالم من خلال تقافة إسلامية عامة، إلا أن الضمور أصاب هذه الروح العالية مما جعلها تصبح محلية، وقام الاستعمار بتشويه التطور الطبيعى للعالم الإسلامى من خلال تفكيك البنية الأساسية، وأفسد النماذج الثقافية مع امتناعه عن تشجيع التطور الأساسى للبدائل الوطنية، وكذلك فرض ثقافته على البلاد المحتلة. ويتناول المؤلف المشروع الاستعمارى وحركات التحرير المختلفة.

ويسهب المؤلف فى سرد الصراع من أجل الاستقلال ويحاول أن يطرح الجدل الذى ساد حول الهوية فى المنطقة: هل هى هوية عرقية أم إسلامية، مع إلقاء الضوء على مفهوم الهوية وآثارها وإن القومية العربية ازدهرت إبان حكم عبد الناصر، حيث حظيت بتأييد فى العالم العربى كأساس ضد الاستعمار، إلا أن الهوية الإسلامية حلت مكانها بعد أن أصابها الوهن. وتحدث عن الإرث المأساوى للاستعمار الذى تمثل فى إعادة ترسيم الحدود ونتائجه المأساوية، مثل سوريا التى قسمت إلى: لبنان، والأردن، وفلسطين، وسوريا وما صاحب ذلك من آثار أمام التنمية الاقتصادية.

ويتطرق المؤلف إلى الراديكالية المناهضة للاستعمار والإسلام والتى تظهر كردود فعل على الاستعمار، خاصة فى الفترة التى تلت الحرب العالمية الثانية ومنها القومية العربية بزعامة عبد الناصر وتصدت واشنطن ولندن لها وحاولوا الإطاحة بها، كما أن واشنطن قامت بعمليات سرية للإطاحة بنظم الحكم غير الصديقة وقيام واشنطن بتمويل الإخوان المسلمين بالاشتراك مع السعودية للإطاحة بعبد الناصر، وأن هذا التأييد قد يكون قد امتد إلى الجماعات الإسلامية فى أندونيسيا.

ويشير المؤلف إلى أن إسرائيل مولت فى الستينيات حركة حماس بزعامة الشيخ أحمد ياسين لاستخدامها ضد منظمة التحرير الفلسطينية، ثم اغتالت بعد ذلك الشيخ ياسين.

ويرى المؤلف أنه لا توجد منطقة فى العالم تحملت مثل هذا التدخل المكثف من الغرب مثل الشرق الأوسط. وأهم الأسباب من وراء ذلك موقع الشرق الأوسط الجغرافى ومصادر الطاقة الضخمة، كما يرى المؤلف أن الجماعات الراديكالية نقلت نشاطها إلى الغرب نتيجة المظالم التى تعرض لها الشرق الأوسط، وأن أحداث الحادى عشر من سبتمبر قد تكون لها صلة برد فعل على الأعمال التى يقوم بها الغرب منذ زمن بعيد. ويوضح المؤلف أن الماركسية اللينينية وصلت إلى المنطقة أيضًا، إلا إن الإسلام يعتبر الأداة الأيديولوجية الأكثر قوة. وتشعر واشنطن أن الإسلام قد يستخدم كمصدر قوة للمقاومة العنيفة ضد الأعمال العسكرية الأمريكية.

ويتطرق المؤلف إلى الجهاد ومدى انتشار استخدام هذا اللفظ وارتباطه بالإسلام، ويتناول المؤلف مفهوم الجهاد فى الإسلام، ومن ذلك الالتزام بحياة تتسم بالعفة واستقامة النفس. أما الجهاد الأصغر فهو ما يشير إلى الأعمال الحربية، وهذا يقابل "الحرب المقدسة" لدى الغرب، إلا أن استخدامه حاليًا قد تعرض للتطويع، ومن ذلك أن الوهابيين دعوا إلى الجهاد ضد كل من ليس من المسلمين الوهابيين.

ويتناول المؤلف أيضًا سيرة أسامة بن لادن والقاعدة، من حيث النشأة والتطور والصراعات التى خاضتها القاعدة، ويلاحظ المؤلف أن التفجيرات الانتحارية أصبحت تمثل عنصرًا دخيلاً، فلم تكن موجودة فى الخمسينيات ولا فى الستينيات، وحتى مع هزيمة 1967 مع وجود القومية العربية، وأن أول من ابتدع هذا، هم الشيعة فى لبنان ضد السفارة الأمريكية.

وحول العوامل التى قد تؤدى إلى وقف الإرهاب، يرى المؤلف أن من بين تلك العوامل، الانتقال إلى العملية السلمية والتوصل إلى حلول وسط وأن الأعمال العسكرية الأمريكية لقتل المتشددين أنتجت مزيدًا من الأجيال الراديكالية، ويقترح المؤلف إستراتيجية بأن على واشنطن أن تعمل كما لو أن الإسلام غير موجود فى المنطقة أثناء صياغة سياستها. فأغلب المشكلات الضخمة فى الشرق الأوسط يمكن تسويتها بدون الاستعانة بالإسلام على أساس أنه عامل مبرر ومؤثر.

ويسوق المؤلف عدة خطوات لخفض حدة التوتر بين العالم الإسلامى والولايات المتحدة، أهمها: وقف التدخل العسكرى والسياسى، وهذا يعنى سحب كل القوات الأمريكية والغربية من الأراضى الإسلامية.

ويختتم المؤلف كلامه قائلاً: إن الدين لم يكن يستطيع أن يفعل أسوأ مما جاء على يد قوى دنيوية خلال الحربين العالميتين التى شارك فيها الفاشيستيون، والنازيون، والشيوعيون الذين لا تربطهم أية صلة بالدين، فالتطرف الدنيوى لم يقدم لنا إلا الأسوأ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق