دبلوماسية فى ظل الحرب |
عنوان الكــتاب: دبلوماسية فى ظل الحرب
اســـــم المؤلف: زكى شالوم دار النشـــــــــر: وزارة الدفاع الإسرائيلية تاريخ النشـــــر: عام 2007 مكان النشـــــــر: إسرائيل لغة النشــــــــــر: اللغة العبرية إعداد العــــرض: إبراهيم حجاب إشـــــــــــــراف: د. حسن الحملى
نبذة عن المؤلف:
البروفيسور زكى شالوم: محاضر كبير فى جامعة بن جوريون بالنقب، وباحث فى"معهد دراسات الأمن القومى"التابع لجامعة تل ابيب. ألف عدداً من الكتب ونشر العديد من المقالات والأبحاث حول الصراع الاسرائيلى – العربى والشئون السياسة والخارجية والأمنية لإسرائيل ومن أبرزها:"بين ديمونه وواشنطن: الكفاح من أجل تطوير الخيار النووى لإسرائيل خلال الفترة من 1948- 1956.
العرض العام
تم تأليف هذا الكتاب ضمن إطار نشاط"يافية"(جافى) للدراسات الاستيراتيجية التابع لجامعة تل أبيب، والذى تغير اسمه فيما بعد إلى"معهد دراسات الأمن القومى"ويرأسه حالياً الدكتور تسفي شتاوبر.
وكان صاحب مبادرة تأليف هذا الكتاب البروفيسير شارل فيلدمان الرئيس السابق لمركز"يافية". وتزامن صدور الكتاب فى"عام 2007"مع مرور 40 عاماً على حرب 1967 التى يدور حولها المحور الأساسي للكتاب.
ويقع الكتاب"دبلوماسية فى ظل الحرب"فى 472 صفحة من القطع المتوسط، وهو يستعرض بشكل تحليلى مستفيض تاريخ حرب الأيام الستة"1967"من خلال تناول ما ورد فى المؤلفات والمذكرات وكتب السير الذاتية التى ألفتها بعض الشخصيات التى شاركت فى صنع الأحداث السياسية والعسكرية التى وقعت خلال تلك الفترة، واعتمد الكاتب أيضاً على مؤلفات الذين تناولوا أحداث نفس الفترة كمراقبين"محايدين".
وكانت الصحف الإسرائيلية والأجنبية قد نشرت معلومات غزيرة حول أسباب نشوب تلك الحرب، كما نشرت مؤلفات تضمنت ما ورد فى ندوات أكاديمية وغيرها، ولكن سنحت مؤخراً أمام جموع الباحثين فرصة الإطلاع على مصادر رسمية سرية تناولت أحداث تلك الفترة فى عدد من الأراشيف سواء داخل أم خارج إسرائيل، وكان من أبرزها: أرشيف دولة إسرائيل، الأرشيف القومى الأمريكى، وأرشيف الرئيس جونسون، والأرشيف القومى البريطانى. وتضمنت تلك الأراشيف وغيرها سيلاً من الوثائق التى تسلط الضوء على الخلفية السياسية والاستيراتيجية لتلك الفترة والنشاط الدبلوماسي الذى شهدته. واعتمد المؤلف بشكل موسع على تلك الوثائق فى تأليف كتابه.
وعلى أية حال ليس هناك من شك فى أن المصادر الجديدة التى تم الكشف عنها مؤخراًَ ستكون فى المستقبل مجالاً خصباً للكثير من الدراسات المتنوعة التى تقدم وجهات نظر مختلفة حول تلك الفترة.
وكان من الطبيعى أن يجرى النشاط للطرفين الإسرائيلي والعربى بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية نظراً لعدم وجود اتصالات مباشرة - فى تلك الفترة – بين إسرائيل والدول العربية وبسبب الوضع الذى كانت تحظى به الولايات المتحدة فى المنطقة. وقام ممثلو الإدارة الأمريكية سواء فى عواصم دول المنطقة أم فى العاصمة الأمريكية واشنطن – بتوثيق معظم اللقاءات التى جرت بين هؤلاء الممثلين وممثلى مختلف الأطراف المعنية بتلك الأحداث.
ويمكن الاعتقاد بأن القليل من الوثائق المتعلقة بالنشاط السياسى الخاص بتلك الفترة مازال سرياً، وعلى أية حال فإن هذا النقص لا يضع عراقيل كبيرة أمام عرض"صورة شاملة للموقف"وفقاً لرأى المؤلف.
وكان الأرشيف القومى للولايات المتحدة قد نشر مؤخراً مجلداً جديداً ضمن سلسلة المجلدات التى توثق العلاقات الخارجية للولايات المتحدة مع مختلف الدول. وكان هذا المجلد الاخير يحمل اسم:
. Arab- Israeli crisis War1967 Vol. XIX
Foreign Relations of the United States 1964- 1968
ويتضمن المجلد مذكرات ومستندات توثق بشكل واضح ومفصل النشاط السياسي والدبلوماسى خلال الفترة التى سبقت نشوب حرب الأيام الستة، ويسمح هذا التوثيق – وللمرة الأولى – بدراسة أحداث تلك الفترة بصورة مرتبة على حسب التسلسل الزمنى للأحداث. ولا يمكن للمؤرخ الراغب فى دراسة النشاط السياسي والدبلوماسى لتلك الفترة إلا أن يشعر بالانبهار إزاء هذا الفيض الهائل من المصادر التى توفرت له لتوثيق أحداث تلك الفترة المصيرية.. وترجع أهمية الكتاب على حد تعبير مؤلفه – إلى وصفه وتحليله للخلفية السياسية والعسكرية لحرب الايام الستة، وهو يركز بصفة خاصة على الأزمة الخطيرة التى سبقت الحرب والتى اصطلح على تسميتها بـ"فترة الانتظار"، وفى هذا الإطار تم تخصيص جانب كبير من الكتاب بصفة خاصة وموسعة للحوار الإسرائيلى – الأمريكى وبقدر أقل توسعاً الحوار الأمريكى المصرى بما فى ذلك اللقاءات التى تمت بين ممثلى الطرفين، والرسائل المتبادلة والمناقشات الداخلية خلال نفس الفترة والتى قادت فى نهاية المطاف إلى حرب الأيام الستة. ومن المعروف أن مصر بدأت – فجأة – فى منتصف شهر مايو عام 1967 فى حشد الكثير من قواتها العسكرية ودفعت بها إلى منطقة شرق سيناء. ووصف المؤلف هذا الإجراء المصرى بأنه انتهاك صارخ لتعهدات التزمت بها مصر لعدة سنوات، وفى الوقت نفسه طالبت مصر الأمم المتحدة بسحب قواتها التى كانت متمركزة فى سيناء وقطاع غزة بعد حرب عام 1956 التى تطلق عليها اسم"عملية قادش"وعلى حد قول الكبار المسئولين المصريين فقد كان الهدف من تلك الإجراءات هو ردع إسرائيل عن الاعتداء على سوريا، وبعد ذلك بعدة أيام أصدر الرئيس المصرى جمال عبد الناصر قراره بمنع الملاحة الإسرائيلية فى مضيق تيران، ومما لا شك فيه – على حد قول المؤلف – أن عبد الناصر كان يعلم مدى خطورة تلك الأعمال وما ستسفر عنه من تدهور فى الموقف الذى سيقود، حتماً، إلى نشوب حرب شاملة فى المنطقة.
وتمثل هذه الأحداث المثيرة المحور الرئيسى فى هذا الكتاب الذى سعى فيه المؤلف لمعرفة الدوافع السياسية والاستراتيجية الكامنة وراء هذه الأحداث. واستعرض المؤلف بالتفصيل، الأحداث التى وقعت فى"فترة الانتظار"(التى سبقت نشوب حرب 1967) واعتمد فى ذلك على المصادر ذات الصلة مع اختلافها وتنوعها، وكان معظمها قد تم الكشف عنه مؤخراً، وركز الكتاب بشكل خاص على الحوار المطول والمكثف الذى أجرته إسرائيل مع الإدارة الأمريكية فى عهد الرئيس جونسون، ويعتبر المؤلف الرسائل الكثيرة التى تم تبادلها بين القدس وواشنطن – طوال تلك الفترة – بمثابة شهادة على مشاعر الارتياح إلى جانب مشاعر الإحباط وخيبة الأمل التى أصابت الدولتين، وتناول الكتاب العلاقات الثنائية بين البلدين واستعرض باستفاضة العديد من القضايا التى كانت مطروحة على مستوى السياسة الداخلية فى إسرائيل.
وأدى الاستعراض الموسع للأحداث - من جانب المؤلف - إلى تسليط الضوء على ثقافة السلطة فى أجهزة الحكم بإسرائيل والتى أظهرت بوضوح وجود علاقة غير سوية بين المستويين السياسي والعسكري فيها، حيث كان كبار القادة العسكريين يتدخلون بشكل موسع ومكثف فى المجال السياسي والحزبى، كما يرى المؤلف أنه تم التغاضى عن نقاط ضعف مختلفة تم اكتشافها خلال"فترة الانتظار"عقب"الانتصار"المذهل الذى حققته إسرائيل فى حرب 1967 ومن بينها فشل أجهزة المخابرات الإسرائيلية فى توقع الخطوات التى أقدمت عليها مصر قبل حرب 1967 مثل: حشد القوات المصرية فى شبه جزيرة سيناء، وسحب القوات الدولية منها، وإغلاق مضيق تيران. وأشار المؤلف إلى أن إسرائيل لو كانت قد أجرت حسابًا للذات بعد تلك الحرب لربما كانت قد تجنبت تكرار نفس الأخطاء في السنوات التي أعقبت حرب 1967 أي عشية حرب عيد الغفران (أكتوبر 1973) ويضم الكتاب 8 فصول وخاتمة: تناول الفصل الأول العلاقة المعقدة والمتوترة بين إسرائيل وسوريا خلال الفترة التي سبقت حرب 1967 والتي شهدت العديد من الحوادث وأعمال العنف عبر الحدود بين البلدين.` وأما الفصل الثاني فقد سلط الضوء على العملية الانتقامية التى قام بها الجيش الإسرائيلى في قرية"صموع"الأردنية على الحدود مع إسرائيل في نوفمبر 1966 وأسفرت عن مقتل العديد من المواطنين والجنود الأردنيين وتدمير حوالى 60 منزلاً في القرية. واستعرض الفصل الثالث سياسة التصعيد التى اتبعتها إسرائيل ضد سوريا خلال العام السابق لحرب 1967 والخلافات التى نشبت على المستويين السياسى والعسكرى في إسرائيل حول الجدوى من اتباع هذه السياسة، ومواقف الإدارة الأمريكية تجاهها. وفي الفصل الرابع تحدث المؤلف بالتفصيل عن المراحل الأولى للأزمة التى نشبت قبل حرب 1967 والإجراءات التى اتخذتها مصر في تلك الفترة وكانت بمثابة مفاجأة لإسرائيل: وهى حشد القوات المصرية في سيناء وسحب القوات الدولية من منطقة الحدود وقطاع غزة وغلق مضيق تيران أمام الملاحة الإسرائيلية. وخصص الكاتب الفصل الخامس للحديث عن المهمة الدبلوماسية التى كلف بها وزير الخارجية الإسرائيلى الأسبق أبا إيبان في مايو عام 1967 بهدف حث الدول الغربية الكبرى"الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا"على ضمان حرية الملاحة الإسرائيلية في مضيق تيران. وتناول المؤلف في الفصل السادس المرحلة التى أفاقت فيها إسرائيل من أوهامها بعد أن أيقنت أن الولايات المتحدة لن تُنفذ تعهداتها لضمان أمن إسرائيل وضمان حرية الملاحة لسفنها في منطقة المضيق واضطرت إسرائيل بالتالى إلى الاعتماد على نفسها لحماية مصالحها. ويدور الفصل السابع حول قرار الأردن المشاركة في المعركة ضد إسرائيل وتوقيعه معاهدة دفاعية مع مصر. وأما الفصل الثامن والأخير فيركز على الأيام التى سبقت نشوب الحرب وارتباك إسرائيل الشديد وترددها فى اتخاذها قرار شن تلك الحرب، والتغييرات التى جرت على الساحة الداخلية الإسرائيلية بما في ذلك تشكيل حكومة وحدة وطنية، وتضمنت الخاتمة خلاصة ما أورده المؤلف في كتابه.
|
السبت، 21 نوفمبر 2015
دبلوماسية فى ظل الحرب
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق