اسم الكتاب : تعطيل الديمقراطية.. مخططات التحالف الأمريكى-المصرى
اسم المؤلف: جاسون براونلى
الناشـــر: إصدارات جامعة كامبريدج
بلد النشـر: نيويورك – الولايات المتحدة الأمريكية
لغة النشـر: الإنجليزية
سنة النشـر: 2012
نبذة عن المؤلف:
جاسون براونلى: هو أستاذ بجامعة تكساس فى ولاية أوستن الأمريكية. وقد قام
بالعديد من الزيارات لمصر حيث أجرى العديد من الأبحاث على مدار 17 عامًا. وتنشر
أبحاثه وكتاباته فى العديد من الدوريات العلمية المرموقة. كما عمل أيضًا باحثًا
زائرًا بمركز وودرو ويلسون الدولى للباحثين.
ومن مؤلفاته كتاب: "سلطاوية فى عصر الديمقراطية" (كامبريدج 2007).
العرض العام
يقع الكتاب فى 279 صفحة من القطع المتوسط ويضم خمسة فصول بالإضافة إلى المقدمة
والخاتمة.
يتناول المؤلف من خلال كتابه هذا العلاقات الأمريكية-المصرية منذ منتصف
السبعينيات تقريباً حتى الآن، وتأثير هذه العلاقات على أوضاع الديمقراطية فى مصر
ومدى تدخل أهداف السياسة الخارجية الأمريكية فى عملية صنع القرار المصرى على
المستوى المحلى والخارجى.
ويقدم المؤلف من خلال هذا الكتاب عرضًا وافيًا للتحالف الأمريكى- المصرى وعواقبه
على التحول الديمقراطى فى مصر، فيوضح كيف أن أهداف السياسة الخارجية الأمريكية
ساعدت على توطيد العلاقات بين واشنطن وحكام مصر المستبدين وهى العلاقات التى
استمرت حتى بعد اندلاع ثورات الربيع العربى والتى ما زالت تعوق عملية التحول
الديمقراطي. ويؤكد المؤلف من خلال هذا الكتاب على أن المسئولين الأمريكيين طالما
أكدوا أن الأهداف الجيوسياسية الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط تتطلب حكومات
مستبدة تستطيع تبنى سياسات تتعارض مع الرأى العام المحلي، وهو ما يتنافى مع
المفهوم الشائع أن الولايات المتحدة تعمل على نشر الديمقراطية فى مرحلة ما
بعد الحرب الباردة.
ويعرج المؤلف من هذا المنطلق إلى الأسباب الحقيقية وراء قيام ثورة الخامس
والعشرين من يناير والخلفية السياسية والاجتماعية التى شكلت الأساس الحقيقى
لقيام الثورة فى مصر وكذلك أسباب إخفاق الثورة فى تحقيق أهدافها الحقيقية والتى
نادت بها منذ اليوم الأول لقيامها وعلى رأسها إقامة الديمقراطية وتشكيل حكومة
تعبر بالفعل عن نبض الشعب المصرى إلى جانب الدور الذى قام به المجلس الأعلى
للقوات المسلحة أثناء توليه زمام الحكم فى البلاد أثناء الفترة الانتقالية.
ويسعى الكاتب من خلال هذا الكتاب إلى تفسير كيف أن المصريين الذين قاموا بثورتهم
فى الخامس والعشرين من يناير وشاركوا فى جمعة الغضب تمكنوا من تحقيق نصر سياسى
لم يتمكنوا من تحقيقه فى خريف الغضب عام 1981، وتوضيح لماذا تمكن الثوار من
تغيير حاكم ولكنهم لم يستطيعوا تغيير نظام الحكم. فعلى الرغم من أن نظام
مبارك لم ينهر بالكامل فى اليوم الأول من الثورة وهو جمعة الغضب، وعلى الرغم
كذلك من عدم وجود انقسامات داخل الدولة المصرية إلى جانب توافر الدعم الدولى
للنظام الحاكم فى مصر، إلا أن المتظاهرين تمكنوا من التغلب على قوات الأمن
المصرية مما يعنى أن الحشد الشعبى، وليس الانقسامات داخل النظام الحاكم فى مصر،
كان هو المحرك الحقيقى للثورة. وعلى الرغم من أن الثورة فى نهاية المطاف لم
تتمكن من تغيير النظام الحاكم بسبب تدخل الجيش وسيطرته على الموقف أثناء الفترة
الانتقالية، إلا أن هذه الثورة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك قدرة الحشد الشعبى
فى مصر على تحدى أركان الحكم السلطوى الذى استمر لفترات طويلة فى حكم البلاد.
وفى الوقت نفسه يتناول بالشرح والتحليل المعوقات القديمة والمعاصرة التى حالت
دون إرساء الديمقراطية فى مصر والتى تمثلت فى الدولة البوليسية التى أقامها
السادات ووطد أركانها مبارك وساندتها واشنطن.
فيوضح المؤلف فى الفصل الأول من الكتاب كيف أن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية
فى الشرق الأوسط فى مرحلة ما بعد 1973 توطدت دعائمها بفضل سياسة القهر والاستبداد
التى اتبعها الحكام فى مصر. فمن خلال السياسة السلطوية فى مصر تمكن السادات من
ضمان التوصل لاتفاق سلام ثنائى مع إسرائيل ودعم لوجيستى مضمون للبنتاجون. وقد
وصلت هذه الصيغة التى تجمع بين الدبلوماسية الخارجية والأمن الداخلى إلى ذروتها
فى خريف الغضب واغتيال الرئيس السادات.
أما الفصل الثانى من الكتاب فيتناول العلاقات الأمريكية - المصرية فى فترة حكم
مبارك وإبان نهايات الحرب الباردة وبداية فترة ما بعد الحرب الباردة. ففى الوقت
الذى قام فيه مبارك بتقديم الدعم لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية ومساعدتها
فى القبض على أفراد الجماعات الإسلامية المسلحة خارج مصر، قام بسحق المعارضة
داخل مصر.
ويشرح الفصل الثالث كيف قام البيت الأبيض فى عهد الرئيس بوش بتعزيز التعاون فى
مجال المخابرات حتى فى الوقت الذى كان فيه قادة البلدين يتساءلون من سيتولى
الحكم فى حالة تخلى مبارك عن السلطة أو فى حالة وفاته، ويضمن استمرار علاقات
التعاون بين الجانبين فى المجال الأمنى، كان مبارك وابنه جمال يخططان لعملية
توريث الحكم.
ويتناول الفصل الرابع بالشرح والتحليل الضغوط التى مارسها الكونجرس الأمريكى على
النظام الحاكم فى مصر بعد الانتخابات الفلسطينية عام 2006 وكيف أن الكونجرس هدد
بقطع جزء من المعونة العسكرية السنوية التى تقدمها واشنطن لمصر والتى تبلغ 1.3
مليار دولار سنوياً. فقد نجحت الإدارة الأمريكية، مستخدمة سلاح المعونة، فى
إقناع وزارة الدفاع المصرية بالعمل على إحباط عمليات تهريب الأسلحة التى تتم عبر
الأنفاق إلى قطاع غزة والتى تشكل تهديدًا لأمن إسرائيل فى المناطق الجنوبية.
وفى الفصل الخامس يقوم المؤلف بعرض ما أسماه بطوفان المعارضة الذى واجه مبارك
والذى بدأ مع السنوات الأخيرة لإدارة الرئيس بوش واستمر خلال فترة حكم الرئيس
أوباما. ومثلما كان الحال مع السادات، دفع مبارك ثمن سياساته الخاطئة ونزواته
السياسية حيث كان انتشار الفقر وتزوير الانتخابات إلى جانب الممارسات الوحشية
لرجال الشرطة ضد المواطن المصرى هى المحرك الرئيسى الذى أدى إلى اندلاع انتفاضة
شعبية أطاحت به من الحكم ودفعت المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى التعهد بالشروع
فى التحول الديمقراطى.
كذلك مثلت الثورة تهديدًا باحتمال انحسار النفوذ الأمريكى عن مصر. فقد كانت آثار
الإطاحة بمبارك من الحكم على تحقيق الديمقراطية فى مصر متوقفة على قدرة القيادة
الجديدة فى البلاد على التعامل مع العلاقات المصرية مع الجانب الأمريكى فى
المجال الأمنى وأثر ذلك التعاون على الصعيد المحلى.
ويستخلص المؤلف فى الخاتمة الدروس المستفادة من الكتاب ومنها أن التعاون بين
السادات وكارتر وبيجين فى الأدبيات الدبلوماسية أصبح نموذجًا يحتذى به فى حل
الصراعات وخطوة متقدمة نحو تحقيق الديمقراطية فى مصر. وعلى الرغم من ذلك، لم يؤد
صنع السلام والتحول الديمقراطى فى مصر أثناء فترة حكم السادات إلى الاستقرار وظل
الوضع على هذا الحال منذ ذلك الحين وحتى الوقت الحالى لأن السياسة الإقليمية
التى تتبناها كل من الولايات المتحدة الأمريكية ومصر تتعارض مع أحلام وطموحات
العديد من أبناء الشعب المصرى.
ويوضح أن دعاة الديمقراطية فى الولايات المتحدة كانوا ينادون باستغلال العلاقات
الأمريكية-المصرية فى المجال الأمنى لممارسة النفوذ الأمريكى على السياسات
الداخلية للحكومة المصرية، بينما كان هناك من المسئولين الأمريكيين من ينادى
باستخدام الضغوط من أجل القيام بإصلاحات سياسية فى مصر بهدف ممارسة نوع من
النفوذ فى مجالى الأمن والسياسة الخارجية المصرية.
فالكتاب، كما يصفه كاتبه، يعتبر دراسة وافية تتناول بالشرح والتفصيل كيف ولماذا
ساندت الولايات المتحدة الأمريكية النظام الحاكم فى مصر خلال ممارسته لسياساته
القمعية ضد شعبه ثم انهيار هذا النظام مع اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق