السبت، 21 نوفمبر 2015

: ثلاثون ساعة فى أكتوبر


عنوان الكــتاب : ثلاثون ساعة فى أكتوبر
اســـــم المؤلف: العقيد (احتياط) شموئيل جوردون
دار النشـــــــــر: مكتبة معاريف
تاريخ النشـــــر: عام 2008
مكان النشـــــــر: تل أبيب – إسرائيل
لغة النشــــــــــر: اللغة العبرية
إعداد العــــرض: إبراهيم حجاب
إشـــــــــــــراف: د. حسن الحملى

نبذة عن المؤلف:
عقيد (احتياط) شموئيل جوردون: شارك فى حرب أكتوبر عام 1973 كطيار مقاتل على طائرة من طراز "فانتوم". وكان آخر منصب تولاه بعد ذلك: قائد وحدة السيطرة المركزية بسلاح الجو فى حرب لبنان الأولى (عام 1982). حصل على شهادة الدكتوراه فى الدراسات الاستراتيجية والأمن القومى والعلاقات الدولية. نال جائزتى "يتسحاق ساديه" و"بن جوريون" فى الأدب الأمنى، وجائزة "كارمون" للأبحاث فى المجال الأمنى.
العرض العام
يقع الكتاب فى 494 صفحة من القطع المتوسط ، ويتضمن ستة أبواب موزعة على تسعة عشر فصلاً، هذا بالإضافة إلى ملحق يتضمن جداول توضح أنواع الأسلحة وأعداد القوات البرية والبحرية والجوية الإسرائيلية والعمليات الحربية، كما توضح أنواع وأعداد وأحجام العمليات العسكرية التى تمت خلال الحرب.
يركز هذا الكتاب على القرارات الاستراتيجية التى اتخذتها إسرائيل عشية اندلاع حرب أكتوبر 1973، وطريقة استخدام سلاح الجو الإسرائيلى خلال الساعات الثلاثين الأولى من هذه الحرب، والتى تم خلالها إسقاط 28 مقاتلة إسرائيلية وإلحاق أضرار بالغة بـ 32 مقاتلة أخرى.
كما يتناول تأثير هذه القرارات على نتائج المعركة التى دارت للتصدى لهجوم الجيشين المصرى والسورى، ونتائج المواجهة مع بطاريات صواريخ الدفاع الجوى فى هضبة الجولان وقناة السويس. وكان المؤلف قد أمضى سنوات طويلة فى تأليف هذا الكتاب الذى يتضمن دراسة جادة وعميقة، ويجرى حساباً عسيراً للنفس، ويحدد الشخصيات المسئولة عن الإخفاقات والخسائر التى منى بها سلاح الجو الإسرائيلى الذى تراجع مستواه خلال تلك الساعات الثلاثين الأولى من الحرب. كما أنه أشار إلى المسئولين عن بعض النجاحات التى تم تحقيقها.
ويقول المؤلف فى مستهل الكتاب: إن احتفالاً كان قد أقيم بعد استعادة إسرائيل أسراها الذين وقعوا فى الأسر أثناء حرب أكتوبر 1973، ووجهت الدعوة إلى طيارى سلاح الجو لحضوره. ولم يستطع قدامى الطيارين إلا أن يعقدوا مقارنة بين الاحتفال الذى كان قد أقيم بعد انتهاء حرب الأيام الستة عام 1967 – عندما التقوا جميعاً وتعانقوا فى سرور، وكانوا يتبادلون النكات فى فرح شديد وبين الاحتفال الذى حضروه بعد استعادة الأسرى فى حرب 1973، ففى هذه المرة تصافحوا فقط ،وكانت تراودهم تساؤلات مكبوتة حول مصير المفقودين ووضع العائلات الثكلى.
وكان اللواء موتى هود – قائد سلاح الجو فى حرب 1967 – قد قام فى الاحتفال الأول بتبادل الأنخاب مع الطيارين، وتمنى أن تنتصر إسرائيل فى حربها المقبلة كما انتصرت فى حرب 1967، ولكن فى هذا الاحتفال كان اللواء بن بيليد قائد سلاح الجو فى حرب 1973
متحفظاً للغاية فى حديثه، واختتم الاحتفال بقوله: إن هذه الآلة الموسيقية لن يتوقف عزفها، وعلى الفرقة الموسيقية أن تواصل العزف. فقد شعر الطيارون، سواء القدامى الذين خاضوا حرب 1956 أو صغار السن الذين خاضوا حرب 1973، بالإحباط وخيبة الأمل.
وتعتبر حرب 1973 حدثاً مصيرياً فى حياة إسرائيل والجنود الذين خاضوها. كما أن هذا الكتاب يعد بمثابة محاولة لمحاسبة النفس من جانب جيل حرب أكتوبر 1973، وهو يهدف أساساً إلى فهم أسباب ونتائج القرارات الاستراتيجية، التى اتخذتها رئيسة الوزراء جولدا مائير ووزير الدفاع موشيه ديان ورئيس الأركان دافيد العازار ( دادو) وقائد سلاح الجو بنى بيليد، وأثرت على استخدام القوة الجوية الإسرائيلية خلال الساعات الـ30 الأولى من حرب 1973. ويرجع سبب تركيز المؤلف على هذه الجزئية إلى أن الجبهات كانت فى تلك الأثناء مفتوحة،وقوات الاحتياط لم تصل بعد إلى مواقعها، والقوات النظامية لم تصمد أمام الهجوم العربى. وكانت القوات الإسرائيلية فى يومى 6 و7 أكتوبر قد استنزفت على الجبهة المصرية فى قناة السويس وعلى الجبهة السورية فى جنوب هضبة الجولان.
ويتساءل المؤلف : إلى أى مدى أسهم سلاح الجو الإسرائيلى فى وقف الطوفان السورى، ومواجهة إعصار التسونامى المصرى على الرغم من الخسائر الفادحة التى تكبدها هذا السلاح ؟
ووصف المؤلف تلك الساعات الثلاثين بأنها كانت حاسمة ومحورية فى هذه الحرب، واتخذت خلالها قرارات صائبة وأخرى خاطئة. وكانت معركة التصدى للهجوم المصرى والسورى مرحلة قائمة بذاتها.
ورداً على هذا السؤال: ولماذا التركيز فقط على سلاح الجو ؟ يجيب المؤلف بقوله : إن أداء القوة الجوية فى الساعات الأولى من تلك الحرب لم يتم بحثه بشكل عميق، على العكس من
المعارك البرية، لا على المستوى السرى أو العلنى، وحتى لجنة "أجرانات" لم تتناول هذا الجانب بشكل مستفيض. لقد لعب سلاح الجو الإسرائيلى دوراً مهماً فى تلك الساعات الثلاثين الحاسمة، ويحاول هذا الكتاب استكمال هذا النقص. وفيما يتعلق بمسألة التركيز على عملية اتخاذ القرارات الخاصة بأداء سلاح الجو فيقول المؤلف : إنه على الرغم من أن جميع وحدات سلاح الجو قامت بعد الحرب بإعداد دراسات وأبحاث جادة وكذلك قيادة السلاح نفسها، إلا أن تلك الدراسات ركزت جميعها على توثيق البيانات الكمية بالتفصيل، دون التطرق إلى التقديرات والانتقادات واستخلاص الدروس المهمة.
وكان المجال الرئيسى الذى لم يتم التطرق إليه هو : اتخاذ القرارات والقرارات نفسها. وتحدث اللواء عيزر فايتسمان قائد سلاح الجو الأسبق عن الإخفاقات التى حدثت فى بداية الحرب وضرورة تعلم الدروس المستفادة منها بقوله : "لم يستطع سلاح الجو التغلب على تشكيل بطاريات صواريخ الدفاع الجوى المصرية والسورية فى الوقت المناسب، ولم يستطع المشاركة بالقوة اللازمة لصد العدو على الجبهتين. لقد "طوى الصاروخ جناح الطائرة" فى تلك الحرب، وهذه الحقيقة يجب دراستها بعناية واستخلاص الدروس المستفادة منها".
ويضيف موتى هود قائد سلاح الجو فى حرب 1967 وحرب الاستنزاف: "هناك مسألتان هامتان للغاية وحاسمتان وقعتا لسلاح الجو الإسرائيلى فى حرب 1973 وهما: التفكير غير السليم من جانب قائد سلاح الجو قبيل الحرب وخلال الأيام الأولى منها والاستخدام الخاطئ لسلاح الجو. وما حدث بخلاف ذلك كان نتيجة لهذين العاملين.
وتناول المؤلف التحديات التى واجهها قادة سلاح الجو، وبحث مدى صدقها وأسبابها، وركز على القرارات الاستراتيجية التى اتخذت: كيف تم توظيف سلاح الجو فى الساعات الثلاثين الأولى من الحرب؟ وكيف اتخذت القرارات الرئيسية ،وما مدى تأثيرها على نتائج المعركة ضد تشكيلات الصواريخ أرض جو؟ وما مدى المساهمة الجوية فى معركة التصدى للهجوم العربى؟ وما هى الجهات المسئولة عن عدم فاعلية الأسراب الجوية ؟ وما سبب الشعور بالإحباط الذى انتاب المقاتلين والقادة، وهل هذا الشعور له ما يبرره أم لا؟
وكان المؤلف قد بدأ فى تأليف كتابه فى عام 1992 مركزاً على يوم 7 أكتوبر، ولكنه لم يستطع تجاهل اليوم الذى اندلعت فيه الحرب واليوم الذى سبقه. حيث يقول: إنه كان من المستحيل دراسة تلك الحرب بدون التطرق إلى سنوات التأسيس التى نشأ فيها سلاح الجو، وحرب الاستنزاف التى واجه خلالها سلاح الجو- ولأول مرة- تشكيلات الصواريخ السوفيتية التى لقنته درساً لا ينسى. وتبين للمؤلف أن السنوات الـ 25 الأولى من عمر سلاح الجوكانت أشبه بمرحلة تعليم وتجهيزللاختبار الحقيقى الذى واجهه السلاح فى الساعات الثلاثين الأولى من حرب أكتوبر 1973. وركز المؤلف، بصفة خاصة، على المجال الجوى وحده والأحداث التى أثرت عليه. وكانت البيئة السياسية والعسكرية قد أثرت آنذاك على سلاح الجو وقراراته وأنشطته. ولكن سلاح الجو كان له تأثير متبادل على هيئة الأركان العامة وعلى القيادات الميدانية ووزير الدفاع والحكومة، ومن أجل التعمق فى المجال الجوى كان على المؤلف أن يتوسع ويتطرق إلى مجالات أخرى عن تناوله للبعد السياسى والاستراتيجى وللحرب البرية ، والقرارات التى اتخذتها الحكومة الاسرائيلية وهيئة الأركان العامة. وقد اعتمد الكاتب، فى مؤلفه، على الكتب التى أصدرتها مختلف الوحدات العسكرية والسير الذاتية والدراسات وكتب النقد وخلاصة حلقات النقاش التى عقدت حول تلك الحرب، الأمر الذى ساعده على وصف الخلفية الدولية والسياسية والأمنية والجوية التى كانت سائدة فى تلك الفترة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق