الجمعة، 6 نوفمبر 2015

البعد الثالث مصروجنوب افريقيا

البعد الثالث
مصروجنوب افريقيا
 م . ق / ناصر حسن
المركز العربى الافريقى- مصر
بات الامر  ملح ان تقوم مصر مجدداً استنأف أنشطتها في منظمة الاتحاد الأفريقي بعد تعليق عضويتها في أعقاب ثورة 30 يونيو 2013 التي أطاحت بحكم جماعة الإخوان، ، فمنذ تولى عبدالفتاح السيسي رئاسة البلاد،ظهرت خطوة جيدة نحو استعادة مصر لدورها المعهود في إحدى أهم دوائر السياسة الخارجية المصرية وكان التوجه نحو الجنوب حاضرا في خطابات الرئيس، والذي مثّل ،البعد الاسترلتيجى فبعد غياب استمر عقوداً أضحى فيه التوجه جنوباً كالفريضة الغائبة، والان تسعى مصر بعد 30 يونيو إلى استعادة الدور الإقليمي لها في أفريقيا. وقد عبرعن ذلك تحركات الدبلوماسية المصرية بقوه بالمشاركة في القمم والمحافل الأفريقية، وطرح المبادرات والمشروعات التي من شأنها دعم وتعزيز أواصر التعاون وتحقيق مصالح مشتركة طويلة المدى في المجالات ذات الاهتمام المشترك ةتحقيق المنفعة المتبادلة بين دول القارة الأفريقية، وذلك تحت مظلة الاتحاد الأفريقي.
 ومن منطلق مصر أحد الآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية، التي أُنشئت في مايو 1963، بهدف تحقيق وتعزيز الوحدة الأفريقية، وتفعيل التضامن الأفريقي، بما يعبر عن مصالح القارة على الساحة الدولية
 الا انه تلاحظ تراجعا الدور المصري ، عقب محاولة اغتيال الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في عام 1995، حيث ضعف واهمل التمثيل المصري في المحافل الأفريقية المختلفة، وهو ما أدى إلى ضعف التأييد الأفريقي لقضايا ومواقف مصر,
 مما ادى الى تعمدا الأفارقة إلى تهميش دور مصر في تسوية النزاعات والصراعات الداخلية في القارة كالحرب الأهلية في السودان.
ولم يفطن لها انظام السابق وتداعياته الخطيرة على المصالح المصرية في القارة.
والمتعلقه بقضية الأمن القومي المصري، وقضية مياه النيل، و العلاقات المصرية مع دول حوض النيل التي شهدت فترات من التوتر بلغت أقصاها عقب ثورة يناير 2011.
أن التحرك المصري داخل أروقة منظمة الوحدة الأفريقية كان واسعا، فقد شرعت مصر في الدفاع عن قضايا القارة في مختلف المحافل الدولية، فضلا عن الجهود المصرية بشأن وضع حلول للمشكلات الاقتصادية يوكد رغب مصر في أن يكون الاتحاد الأفريقي بمثابة الكيان الجامع لكل الدول الأفريقية، بغية تعظيم المصالح المشتركة على كافة الأصعدة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، وحل المنازعات الداخلية، والديون المتراكمة التي لاحقت الدول الأفريقية منذ الاستقلال في ستينيات القرن الماضي كالدورالايجابي الذىً لعبته مصر فى إطار دعم الحركات التحررية الأفريقية في وجه الاستعمار الغربي .
ودعم العلاقات بين شعوبهاعن التعاون في إيجاد الحلول النموذجية للمشكلات والقضايا التي تواجه القارة .
وبرز الدور المصري في مواجهة العنصرية (من خلال عضويتها في لجنة "تحرير أفريقيا" التي اتخذت من  تنزانيا مقراً لها) التي انتهجها النظام العنصري في دولة جنوب أفريقيا، وأدى التحرك الأفريقي إلى إعلان الأمم المتحدة مساواة العنصرية بالصهيونية في عام 1975. كما ظهر دور مصر في المباحثات الأفريقية، التي أدت إلى استقلال ناميبيا في عام 1990
وجدير بالذكر، أن مصر قد تولت رئاسة المنظمة الأفريقية لدورتين، في عامي 1989-1990 و1993-1994. وتماشيا مع التطورات والتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي طرأت على الساحة الدولية، برزت الحاجة إلى تفعيل منظمة الوحدة الأفريقية بما يتلاءم مع تلك التطورات، الأمر الذي تمثل في إحلال منظمة الاتحاد الأفريقي محلها، وفقا لإعلان سرت الذي صدر في عام 1999.
الا انه بعد الإطاحة بحكم الإخوان، كان لنجاح ثورة 30 يونيو تداعيات غير إيجابية على الصعيد الأفريقي، حيث اتخذ مجلس السلم والأمن الأفريقي قرارا بتعليق عضوية مصر في أنشطة الاتحاد الأفريقي.
 الأمر الذي أدى إلى غياب مصر لأول مرة عن اجتماعات القمة الأفريقية، وهو ما يعد سابقة لم تحدث منذ إنشاء منظمة الوحدة الأفريقية في عام 1963 ومن بعدها الاتحاد.
الا ان قرار المنظمة الأفريقية بتجميد العضوية، جاء على اعتبار أنه خطوة إجرائية بعد وقف العمل بالدستور.
ووفقا لرئيس مفوضية الاتحاد، أن القرار خضع لمعايير محددة يتم تطبيقها دون النظر إلى ثقل الدولة ومكانتها.
فقد ظهر التحرك الدبلوماسي المصري قويا في المحيط الأفريقي، مما كان له أثر إيجابي في تغير مواقف العديد من الدول الأفريقية، خاصة مع البدء في تنفيذ خارطة الطريق التي أُعلن عنها في 3 يوليو 2013، التى بدأت بالاستفتاء على الدستور، ثم الانتخابات الرئاسية، مما أدى إلى تغير موقف الاتحاد الأفريقي، الذي أبدى اطمئنانه لسير تنفيذ خارطة الطريق في البلاد كما هو مقرر لها.
لذلك صدرقرار مجلس السلم والأمن الأفريقي قراراً بعودة مصر لاستئناف أنشطتها في الاتحاد الأفريقي في 17 يونيو 2014، أي بعد قرابة عام من الغياب، وقد رحب الاتحاد بعودة مصر على لسان رئيسة مفوضيته السيدة نكوسازانا زوما في الجلسة الافتتاحية للقمة الأفريقية التي عقدت في مالابو في الفترة من 26-27 يونيو 2014، حيث رحبت بعودة مصر إلى أسرة الاتحاد الأفريقي وبالرئيس السيسي.
 و تمثلت أول مشاركة مصرية بعد العودة إلى أروقة الاتحاد، في مشاركة الوفد المصري الذي رأسه الرئيس عبد الفتاح السيسي في أعمال قمة مالابو، الأمر الذي فتح المجال لانخراط مصر مرة أخرى في مشكلات وقضايا القارة الأفريقية. كما شاركت أيضا في أعمال الدورة الرابعة والعشرين للقمة الأفريقية، التي عقدت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في الفترة من 30-31 يناير 2015.


تحربر 5_2_2015



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق