الأحد، 20 ديسمبر 2015

اختيار السيد السفير/ محمد العرابى ليكون شخصية العام 2015

اختيار السيد السفير/  محمد العرابى ليكون شخصية العام    2015
قال المستشار/ ناصر حسن:- ان فوز السيد السفير/ محمد العرابى للانتخابات هو تتويج لجهوده البنائه واستحقاق مشرف للجميع ذلك لان الرجل المناسب لابد ان يكون فى المكان المناسب .




وان أختيار السيد/ احمد عصام الدين الى 
شباب المصرى بتنزنيا اثناء تقديم للرؤية المستقبلية لتبادل الثقافات بين الشباب الافريقي في العاصمة التنزانية لم يأت من فراغ وانما من مكتثبات عمل وانتقال خبرات من القياده الفاعله ممثله فى السيد السفير / محمد العرابى الذى لم يبخل على احد فى نقل المعرفه له بل والتوجيه المستمر  لذا فقد تم

اختيار السيد السفير/  محمد العرابى ليكون شخصية العام    2015 لما بذله من جهد وعمل ولا نهنئه فى ذلك بل نهنئ انفسنا ونرسل لسيادته فى هذا برقية اعزاز وتقدير وكامل الحب والاحترام.

هنئ السفير محمد العرابى، عضو مجلس النواب ووزير الخارجية الأسبق، ورئيس المركز العربى الافريقى - مصر

 هنئ السفير محمد العرابى، عضو مجلس النواب ووزير الخارجية الأسبق، ورئيس المركز العربى الافريقى -  مصر




الاستاذ/ احمد عصام الدين  نائب الرئيس بالمركز على وصوله  على تمثيله المشرف الى شباب المصرى بتنزنيا اثناء تقديم للرؤية المستقبلية لتبادل الثقافات بين الشباب الافريقي في العاصمة التنزانية

وذلك فى عاقاب وصوله الى ارض مصر وتهنئته للسفير العرابى لاكتساح قائمة فى حب مصر للانتخابات البرلمانيه 2015
فيما قال المستشار/ ناصر حسن:- ان فوز السيد السفير محمد العرابى للانتخابات هو تتويج لجهوده البنائه واستحقاق مشرف للجميع ذلك لان الرجل المناسب لابد ان يكون فى المكان المناسب.

الدم المصري و خطوط الموت وتهريب السلاح

الدم المصري و خطوط الموت وتهريب السلاح 

كانت ولازالت تجارة السلاح احد اهم روافد
الموت فى العالم و مصر و تعد اكبر تجارة سرية فى العالم لا يعرف تحديدا كم تبلغ
قيمة تعاملاتها خاصة ان اغلبها غير معروف ولاسيما ان ما يعلن هو فقط ما بين الدول
وبعضها و هيا معاملات معروفه لكن هناك ملايين الملايين من قطع السلاح الخفيفه والمتوسطة التى تنتقل بين الجماعات وبعضها والدول و امتداداتها فى الخارج بأشراف من عصابات الجريمة المنظمة واجهزة مخابراتيه دولية واقليمية من اجل زعزعة الامن والاستقرار فى مناطق اخري .وتلك
التجارة فى مصر تنتشر بسبب انتشار عادة الثأر بين العائلات والاسر فى الصعيد وبين
القبائل وبعضها فى صحراء سيناء والصحراء الشرقية بسبب النزاع على المناجم واماكن
الاسلحة الخفيفه ولكن بعد 2007 تداخلات بعض الاجهزة المخابراتية لمد حركة حماس
النفوذ وكانت تلك التجارات تعتمد على البنادق الاليه وبعض القنابل الدفاعية و للسلاح عبر الصحراء الشرقية المصرية الى سيناء الى رفح وكان الامر له تقاليد الا
الصهيونية هناك ومع الاندفاع الحمساوي اتجاه ايران بدأت اجهزة المعلومات المصرية
يتم تخزين قطعة سلاح داخل مصر وتداخلت عوامل اقليمية وجيواستراتيجية جعلت مصر لا توقف تلك التجارات و كان هناك اتفاق عليها نظرا لاهمية غزة فى تحجيم التحركات
وحماس ورجالها ابان احداث الثورة المصرية وبدات تورد السلاح الى جماعات الارهاب
ترصد حالات لعناصر الحرس الثوري الايراني فى سيناء وبالفعل تم القبض علي شبكه هناك وتم سجنه غير ان حماس خالفت الاتفاق وشاركت فى فتح السجون وتهريب عملاء حزب الله التى تختبأ فى صحراء سيناء و بدأت فى استيراد السلاح الثقيل والنوعي من ليبيا
الاسلحة الخفيفه وتحقق نجاح كبير
مستغله الصراع الدائر هناك و دخلت مصر ما لا يقل عن 2 مليون قطعه سلاح لتصل الى الصواريخ المحمولة كتفا سواء المضادة للطائرات او المدرعات و ازداد الامر فى عهد
لجنودنا و بدأوا فى تطبيق مخطط فصل سيناء وتوالت الاحداث وتم عزل الجاسوس مرسي و
مرسي لتستهدف تلك الجماعات وحدات الجيش المصري مرتين فى رفح والعريش واستهداف
واسفرت تلك الضربات الكثير لذلك كانت حادثة الفرافره التى لم تكرر بسبب خطوات
قرر الجيش المصري ضرب المنابع و تم تحديد مناطق تعامل مع تلك العصابات فى ليبيا
قواتنا المسلحة كما تم تهديد البشير بشكل صحيح بسبب مسانده المخابرات السودانية
فوضي التهريب و حاليا تعمل اجهزة الامن الداخلي على ضرب بؤر تخزين السلاح وخطوط
لتلك العصابات وبدأت الامر فى الانخفاض فقرر الجيش خطه عزل الحدود المصرية
الفلسطنية بالانفاق وعمل ترانسفير للاهالى الى خلف الحدود ب 10 ك ليساهم فى تقليل
امدادات الجماعات المنبثقه من جماعة الاخوان بالمتفجرات و العبوات الناسفة و

حقائق عن الماسونية وعلاقاتها بتركيا


لقد ظل طابع السرية يلف هذه الحركة في اجتماعاتها ومنتدياتها وتحركاتها حتى طرأ تطور جديد، إذ تجرأت بفتح أبوابها وإعلان نشاطها متحدية كل المشاعر المتأججة ضدها. وكانت تركيا .. المحطة الأولى في المنطقة لإعلان هذا النشاط، ثم جاء الأردن ثانية، ولا ندري أين ستكون المحطة الثالثة؟ الماسونية كما هو ثابت نتاج الفكر اليهودي، وتركيا ترتبط مع إسرائيل بحلف استراتيجي، فهل هناك علاقة تجمع بين أطراف هذا الثالوث؟ وما قصة الماسونية في تركيا؟
.. وماذا فعلت فيها؟
تأسس أول محفل ماسوني في الدولة العثمانية عام 1861م تحت اسم "الشورى العثمانية العالية" ولكنه لم يستمر طويلاً، فالظاهر أنه قوبل برد فعل غاضب مما أدى إلى إغلاقه بعد فترة قصيرة من تأسيسه. ومن المعروف أن أول سلطان عثماني ماسوني كان السلطان مراد الخامس الشقيق الأكبر للسلطان عبدالحميد الثاني والذي لم يدم حكمه سوى ثلاثة                          بقلم / محمد العزبى ...باحث سياسي
اشهر تقريباً عندما أقصي عن العرش لإصابته بالجنون. وقد انتسب إلى الماسونية عندما كان ولياً للعهد وارتبط بالمحفل الأسكتلندي، كما كان صديقاً حميماً لولي العهد الإنجليزي الأمير إدوارد "ملك إنجلترا فيما بعد" الذي كان ماسونياً مثله، حتى ظنّ بعض المؤرخين أن ولي عهد إنجلترا هو الذي أدخله في الماسونية، ولكن هذا غير صحيح لأنه كان ماسونياً قبل تعرفه إلى الأمير "إدوارد" .
وكان من النتائج الخطيرة لتواجد المحافل الماسونية الأجنبية داخل حدود الدولة العثمانية احتضان هذه المحافل حركة "الاتحاد والترقي" وهي في مرحلة المعارضة في عهد السلطان عبدالحميد الثاني، وأصبحت المحافل الماسونية محل عقد اجتماعات أعضاء جمعية الاتحاد والترقي بعيداً عن أعين شرطة الدولة وعيونها لكونها تحت رعاية الدول الأجنبية ولا يمكن تفتيشها. ويعترف أحد المحافل الماسونية التركية الحالية وهو محفل "الماسنيون الأحرار والمقبولون" في صفحة "الإنترنت" التي فتحوها تحت رموز: بأنه : " من المعلوم وجود علاقات حميمة بين أعضاء جمعية الاتحاد والترقي وبين أعضاء المحافل الماسونية في تراقيا الغربية، بدليل أن الذين أجبروا السلطان عبدالحميد الثاني على قبول إعلان المشروطية كان معظمهم من الماسونيين".
شهادة المؤرخين عن علاقة الماسونية بتركيا
_يقول المؤرخ الأمريكي الدكتور "أرنست أ. رامزور" في كتابه "تركيا الفتاة وثورة 1908م" وهو يشرح سرعة انتشار حركة جمعية الاتحاد والترقي في مدينة سلانيك:
"لم يمض وقت طويل على المتآمرين في سلانيك وهي مركز النشاط حتى اكتشفوا فائدة منظمة أخرى وهي الماسونية، ولما كان يصعب على عبدالحميد أن يعمل هنا بنفس الحرية التي كان يتمتع بها في الأجزاء الأخرى من الإمبراطورية فإن المحافل الماسونية القديمة في تلك المدينة استمرت تعمل دون انقطاع ـ بطريقة سرية طبعاً ـ وضمت إلى عضويتها عدداً ممن كانوا يرحبون بخلع عبدالحميد."
ثم يقول "ويؤكد لنا دارس آخر أنه في حوالي سنة 1900 قرر "المشرق الأعظم" الفرنسي (أي المحفل الماسوني الفرنسي) إزاحة السلطان عبدالحميد وبدأ يجتذب لهذا الغرض حركة تركيا الفتاة منذ بداية تكوينها. ثم إن محللاً آخر يلاحظ: يمكن القول بكل تأكيد إن الثورة التركية (أي حركة جمعية الاتحاد والترقي) كلها تقريباً من عمل مؤامرة يهودية ماسونية".
_يقول "سيتون واطسون" في كتابه "نشأة القومية في بلاد البلقان": "إن أعضاء تركيا الفتاة ـ الذين كان غرب أوروبا على اتصال دائم معهم ـ كانوا رجالاً منقطعين وبعيدين عن الحياة التركية وطراز تفكيرها لكونهم قضوا ردحاً طويلاً من الزمن في المنفى، وكانوا متأثرين وبشكل سطحي بالحضارة الغربية وبالنظريات غير المتوازنة للثورة الفرنسية. كان كثير منهم أشخاصاً مشبوهين، ولكنهم كانوا دون أي استثناء رجال مؤامرات لا رجال دولة، ومدفوعين بدافع الكراهية والحقد الشخصي لا بدافع الوطنية. والثورة التي أنجزوها كانت نتاج عمل مدينة واحدة وهي مدينة سلانيك إذ نمت وترعرعت فيها وتحت حماية المحافل الماسونية "جمعية الاتحاد والترقي" وهي المنظمة السرية التي بدلت نظام حكم عبدالحميد.
وكما كان عهد الاتحاديين هو العهد الذهبي بالنسبة لليهود الراغبين في الهجرة إلى فلسطين كذلك كان العهد الذهبي في فتح المحافل الماسونية في طول البلاد وعرضها في الدولة العثمانية. يقول فخر البارودي في مذكراته واصفاً وضع دمشق بعد وصول الاتحاد والترقي إلى الحكم : "وقد ساعد الاتحاديين على نشر دعايتهم اللوج ـ أي المحفل ـ الماسوني الذي كان مغلقاً قبل الدستور" ثم يقول: "وبعد الانقلاب فتح المحفل أبوابه، وجمع الأعضاء شملهم وأسسوا محفلاً جديداً أسموه محفل "نور دمشق" وربطوه بالمحفل الأسكتلندي"
ولكي نعرف مكانة المحافل الماسونية لدى أعضاء جمعية الاتحاد والترقي نسوق هنا اعتراف أحد أعضائهم: "كان هناك نوعان من الأعضاء في الجمعية: أحدهما مرتبط بالمحفل الماسوني وهذا كنا نطلق عليه اسم الأخ من الأب والأم، وآخر غير مرتبط بالمحفل الماسوني، فكنا نطلق عليه اسم الأخ من الأب فقط".
وفي كتاب نشره الماسونيون في تركيا تحت عنوان "الماسونية في تركيا وفي العالم" يتحدث عن دور المحافل الماسونية في إنجاح حركة الاتحاديين: "وقد انتشرت الماسونية بشكل خاص في سلانيك وحواليها. ومع أن عبدالحميد حاول أن يحد ويشل الحركة الماسونية هناك، إلا أنه لم يوفق في مسعاه" ، "وقد قامت هذه المحافل،
لاسيما محفل "ريزورتا" ومحفل "فاريتاس" بدور كبير في تأسيس وتوسيع حركة جمعية الاتحاد والترقي، كما كان للماسونيين دورهم في "إعلان الحرية" سنة 1908م.
اما حديثاً___________________________________________
فجّر رمز الإسلام السياسي في تركيا، رئيس الحكومة الأسبق نجم الدين أربكان، الأسبوع الماضي مفاجأةً من العيار الثقيل، بوصفه رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان والرئيس عبد الله غول بأنهما "أداة بيد المؤامرة الصهيونية" وقال أربكان "ببساطة، أردوغان وحزبه هما أداة بيد المؤامرة الصهيونية". حتى إنّ وصول الحزب إلى السلطة عام 2002 "حصل بمساعدة من الحركة اليهودية العالمية"، هكذا يرى أربكان، الذي تعهد العمل الحثيث لفكّ "الطوق الصهيوني المربوط حول عنق تركيا"، كلام صدر عن أربكان (84 عاماً) في مقابلة حصرية مع الصحيفة الأقرب للحزب الحاكم، "توداي زمان"، من منزله في العاصمة أنقرة ورداً على سؤال، تساءل أربكان: "لماذا وافق (أردوغان) على منح إسرائيل العضوية الكاملة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بدل وضع فيتو على عضويتها فيها؟ لماذا دفعت حكومته مليارات الدولارات في عقود عسكرية مع شركات إسرائيلية؟ لقد قال أردوغان لـ (الرئيس الإسرائيلي شمعون) بيريز "دقيقة واحدة" في منتدى دافوس، لكنه واصل الأعمال كالمعتاد مع الدولة العبرية". وختم بالقول "إنّ كليهما، أردوغان و(الرئيس عبد الله) غول، أداة بيد المؤامرة اليهودية العالمية. ربما لا يدركان أنهما يخدمان المصالح الإسرائيلية، لكنهما يفعلان ذلك، بدليل ما جاء في كتاب هارون يحيى وغاري آلن عن هذا الموضوع".

الهجوم الذي تعرض له المحفل الماسوني في اسطنبول مؤخرًا دفع المنظمة اليهودية الماسونية إلى تصدر واجهة الأحداث في تركيا، وكما تعلمون أن أبغض شيء عند الماسونيين هو البروز علنًا والظهور إعلاميًّا أمام الرأي العام حيث إن "السرية" هي العامود الأساسي الذي يدعم رجال هذه المنظمة اليهودية القوية عالميًّا.
المنظمة الماسونية هي عالم مليء بالأسرار جل أعضائها من الشخصيات المرموقة في العالم من يوثقهم عهدًا بحفظ الأسرار، ويقيمون ما يسمى بالمحافل للتجمع والتخطيط والتكليف بالمهام تمهيدًا بحفظ جمهورية ديمقراطية عالمية (حسب ادعائهم) فيما تتخذ الوصولية والنفعية أساسًا لتحقيق أغراضها في تكوين حكومة لا دينية عالمية.
وفي تركيا قلة من الناس وحتى من المفكرين والكتاب ما يلمون بمعلومات وحقائق عنها بيد أن البعض منهم يتجادل بشأنها ويمارس أدبيات رخيصة دون أن يكون محاطا بعلم عن أهدافها بينما كان أول ما يجب أن يفعلوه هو تشكيل معهدا للأبحاث العلمية من أجل التنقيب عن معلومات تفصيلية صحيحة مقترنة بأدلة وإثباتات جدية تكشف عن نشاطات الماسونية وملابستها وأهدافها الماكرة.

الحقائق الأساسية التي يجب أن نعلمها عن الماسونية هي:
1) الماسونيون في تركيا: لا يجتمعون تحت لواء منظمة ماسونية واحدة؛ بل ينقسمون -حسب علمي- إلى أربع تشكيلات ماسونية مختلفة ومنقطعة عن بعضها البعض. الماسونيون يعلنون بأنهم جميعًا إخوة، لكنهم في الواقع ضمن هذه التشكيلات الأربع هم أبعد عن ذلك، حتى إن المنافسة بينهم في بعض الأحيان تصل إلى حد أنهم يتجاوزون وينتقدون مصالح بعضهم الآخر.
2) الماسونيون بالنسبة لمسألة "الإيمان بالله" ينقسمون إلى مجموعتين متناقضتين تمامًا: المجموعة الأولى تضم الماسونيون الذين يرددون كلمة "المهندس الأعظم للكون" في إشارة إلى أنهم يقبلون بالله سبحانه وتعالى. أما المجموعة الثانية؛ فهي التي ينتمي إليها الملحدون أو اللاإراديين الذي هم مستعدون للإلحاد. والماسونية ذات فروع تأخذ أسماء أخرى تمويهًا وتحويلاً للأنظار لكي تستطيع ممارسة نشاطاتها تحت أسماء مستورة إذا لقيت مقاومة لاسم الماسونية في محيط ما.
3) الماسونية ترى نفسها فوق الدين؛ وهي تبني صلة أعضائها بعضهم ببعض في جميع بقاع الأرض على أساس ظاهري للتمويه، وهو الإخاء والإنساني المزعوم بين جميع الداخلين في تنظيمها دون تمييز بين مختلف العقائد والمذاهب؛ مسلمًا كان أم مسيحيًّا أو يهوديًّا.
4) الماسونيون الأتراك؛ هم جميعهم دون أي استثناء يدعون الكمالية الأتاتوركية، علمًا أن (مصطفى كمال أتاتورك) قام بإغلاق كافة المحافل الماسونية في تركيا عام 1935، ولكن تم إعادة افتتاحها مجددًا في عهد الرئيس المشرف الذي تلاه وهو (عصمت أنيننو) بل وحدث أن شرعها قانونيًّا في الدولة. والماسونيون يسمون السنوات التي يكونوا فيها منغلقين "بعهد النوم الماسوني"، وما نستغربه هو كيف يحب الماسونيون الأتراك أتاتورك مع أنه أغلق محافلهم؟ وفيما يبدو أن الإجابة عن هذا السؤال ستبقى سرًّا من أسرارهم الدفينة أيضا!.
5) الماسونية هي منظمة عالمية سرية تخفي تنظيمها تارة وتعلنه تارة؛ بحسب ظروف الزمان والمكان، ولكن مبادئها الحقيقية التي تقوم عليها هي "السرية" في جميع الأحوال.
6) الماسونية هي منظمة تحرص على اختيار المنتسبين إليها من ذوي المكانة المالية أو السياسية أو الاجتماعية أو العلمية، أو أية مكانة يمكن أن تستغل نفوذًا لأصحابها في مجتمعاتهم، فيما لا يهمها انتساب من ليس لهم مكانة يمكن استغلالها كالفقراء والمزارعين؛ ولذلك تحرص كل الحرص على ضم الملوك والرؤساء وكبار موظفي الدولة ونحوهم لمنحهم العضوية الماسونية.
لقد قرأت في أرشيف إحدى الصحف أن رجلين تركيين أحدهما يعمل موظفًا في القطار تقدما رسميًّا في عام 1930 إلى القنوات التركية الرسمية بطلب للانتساب إلى الماسونية؛ فجاء الرد الرسمي على طلبهما بعد دراسته كما يلي: "مهما كنتما من المواطنين الذين هم أهلاً للثقة والأمانة إلا أنكما لا تحملان المميزات الرفيعة التي تؤهلكما للحصول على العضوية الماسونية".
7) الماسونيون يتكاتفون ويحمون بعضهم البعض بشكل كبير. وهم يوزعون كراسيهم بين بعضهم بكرم وأخوة. وهم لا يوكلون أي عضو لا يحمل الهوية الماسونية في أي عمل داخل المنظمة مهما علا قدره سياسيا واجتماعيا بمعنى أن الهوية الماسونية تتقدم دوما على الهوية السياسية والاجتماعية.
8) الماسونيون يتقاسمون الأموال بينهم بيد أنه لا يمكن أن تجد ماسونيا واحدا فقيرا بل كلهم في رخاء ورفاه.
9) الماسونيون في تركيا وموقفهم من الإسلام: هم في الولايات المتحدة وإنكلترا وحتى ألمانيا يتعاملون مع الأديان بسلاسة، أو على الأقل لا يحاربونها علنًا، أما في تركيا فهم يشهرون سيفهم علنًا ضد الدين والقرآن والأحكام الإسلامية، ويحركون النفوذ السياسي لصالح هذا الهدف.
10) كل ما واجه تركيا من كوارث في القرنين الأخيرين من احتلال وضربات عسكرية وتغيرات فيها كانت من صنع الماسونيين. وفي هذا الإطار يبين البروفيسور أحمد يوكسال أوزميرا في مقالته بعنوان "فروس المعبد" أمرًا مهمًّا وهو: "لقد اتضح أن الماسونية هي وراء الحركات الهدامة للأديان والدول، وقد نجحت الماسونية بواسطة جمعية الاتحاد والترقي في تركيا في القضاء على الخلافة الإسلامية".
11) حتى زمن قريب انتسب بعض رجال الدين المسلمين المعروفين إلى الماسونية من أمثال جمال الدين الأفغاني، ومن هنا انتظر من بعض رجال الدين الذي يمدحون جمال الدين الأفغاني ويقولون بأنه زعيم إسلامي يقتدى به أن يعترفوا أمام العالم كيف أن الماسونية تخدر المسلمين.
12) الماسونية وعلاقاتها باليهود: هي بضاعة يهودية بحتة في تاريخها ودرجاتها وتعاليمها وسريتها وإيضاحاتها فيما يعتبر "حيراما" الذي أنشأ معبد النبي سليمان (عليه السلام) هو مرشدهم وزعيمهم الكبير. كما يحمل كل ماسوني في العالم فرجارًا صغيرًا وزاوية لأنهما شعار الماسونية منذ أن كانتا الأداتين الأساسيتين اللتين بنى بهما سليمان الهيكل المقدس بالقدس.
13) هل الماسونية في تركيا بدأت تشهد انحطاطا؟
في هذا الأمر يقول الكاتب الصحفي في جريدة (ملي غازته) الإسلامية محمد شوكت أيجي: " لا أملك معلومات وافية عن ذلك، ولكن حسب ما وردني أن الضعف قد بدأ يتغلل في هيكل الماسونية، وأن التجانس القديم في التفكير وفي طرق الانتساب قد تداعى، بيد أنني سمعت عن حكاية لرجلين كهلين من الماسونيين يتناقلان الشكوى بحسرة " لقد دمروا الماسونية ..". الحق يقال: إن تركيا حاليًّا في حالة يرثى لها من الفساد وعدم الاستقرار ولعل الماسونيين قد أخذوا نصيبهم من هذا الوضع السيئ أيضًا.
14) هل الماسونية هي لوبي قوي؟
لعل التاريخ لم يعرف منظمة سرية أقوي نفوذًا من الماسونية. نذكر من التاريخ أن استاد عظامي الماسوني كان يعمل كمستشارا لرئيس الوزراء الراحل عدنان مندريس، وكان مثالاً للذي بنى إمبراطورية له في تركيا يدير شئون البلاد كما يشاء.
15) الماسونيون جندوا الطلاب في الجامعات والإعلام والبيروقراطيين والاقتصاديين ورجال العدل في خدمتهم.
16) رئيس هيئة الأركان التركي قبل أيام أدلى بتصريح أكد فيه عدم تصويبه لانتساب الضباط في الجيش للمنظمات السرية والمحافل الماسونية.
17) رغم أن الماسونيين ينتقدون الدين الإسلامي بسبب عدم مساواته بين المرأة والرجل؛ فإننا نستغرب عدم انتساب النساء إلى هذه المنظمة والتي إن دلت فإنها تدل على مدى تداعيهم وكذبهم ومعاييرهم المزدوجة!!
18) الماسونيون والصباتية هم القوى الرئيسة التي أسقطت السلطان عبد الحميد (رحمه الله) من عرشه بعد أن رفض طلب اليهود بمنحهم أرض فلسطين.
19) في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين شنت فرنسا حملة كبيرة ضد الماسونيين؛ لكن الكاثوليكيين خسروا هذه الحرب. أما في تركيا فإن أغلبية الشعب يبغض الماسونيين والماسونية.
20) ماذا فعل الماسونيين عماد السياسة والعلم والاقتصاد والإعلام لتركيا؟
هل تسببوا في تقدمها أم بتراجعها؟ هل نجحت تركيا في أن تكون رائدة في منطقتها مثل اليابان أو حتى كوريا الجنوبية؟ أو أي من الجوائز العالمية حصلت عليها تركيا بدعم منهم؟. وتبقى الأسئلة معلقة فيما إذا كان هؤلاء الماسونيون الأتراك يعملون لصالحهم الخاص أم من أجل البلد والشعب والدولة؟ لماذا يصمت الإعلام عنهم ولا يتحدث عن أهدافهم، أليست تركيا بحالها اليوم هي من صنعهم؟!!
يلاحظ المتتبع للشأن التركي وبشكل جلي وقوع هذا البلد بين مطرقة الجنرالات العسكرية وسندان السلطة المدنية والتي باتت عملة غير صالحة للتداول لان السلطات المدنية في نظر العساكر ووفق السياقات الكمالية في تركيا عبارة عن مجرد وشاح وغطاء سياسي مفبرك للتأقلم مع واقع شعب ينتمي السواد الاعظم منها الى الديانة الاسلامية. فكانت تسمية الدولة التركية (بالعلمانية) المقيتة بعيدة جدا عن روح الدين الاسلامي وهى عبارة عن خطوة تركية عكسية صوب خدمة الماسونية وتأهيل الطاقات والامكانات اللوجستية للتعاون مع اسرائيل بهدف تقوية ركائز وسياسات الدولة اليهودية.
فقبل بضعة ايام نشرت صحيفة (VAKIT ) وتعني " الوقت" وهي صحيفة تركية صورا موثوقة للجنرال(إلكر باشبوغ) القائد العام للقوات المسلحة التركية. واحدثت نشر هذه الصور هيجانا اعلاميا كبيرا في اوساط الصحافة التركية لأن ماهية الصور توضح مدى قوة العلاقة بين تركيا و اسرائيل فقد سبق للجنرال العسكري التركي ان قام بزيارة الى اسرائيل(ايام كان قائدا للقوات البرية في تركيا) وقد وقف الجنرال إلكر باشبوغ بكل شموخ!!! امام (حائط المبكي) المقدس لدى اليهود وهو أي الجنرال التركي يردد التراتيل اليهودية بلغة اسياديه ويبارك يديه وهو يعانق حائط اليهود إضافة إلى معانقته حاخاما يهوديا يقف بجانبه وعلامات الفرح بادية على وجه كليهما .
و يبدوا ان الصور المنشورة كانت في غاية السرية والخصوصية في ارشيف رئاسة القوات التركية و تسربها في تركيا تعتبر جريمة كبرى لذا فأن هذه الفضيحة ادخل إضطرابا وشكوكا داخل الاوساط التركية مما حدى بالقنوات الاعلامية التركية الى التصريح بأن ضابطا تركياً قد اعتقل بتهمة تسريب هذه الصور دون ذكر اسمه.
وليس مستبعداً ان يكون قرار إبعاد الضباط (والذي صدر في اجتماع يوم 2/12/2008 ) لقادة الشورى العسكرية العليا ، بسبب ميل هولاء القادة الى النزعة الدينية او ارتباطهم بهذه المسألة التي نتج عنها هذه الفضيحة! الطاغية على الصفحات ومن جانب اخر قد يكون المشهد مألوفاً بعض الشيء وذلك بوجود عناصر ومصالح مشتركة بين الجانبين، فتركيا وجه اخر للوجود الاسرائيلي في المنطقة لكن بقناع جديد ومختلف... .

ان الماسونية في تركيا متمثلة والى اليوم ب(مصطفى كمال اتاتورك) وهذه الحقيقة لايستطيع الاتراك الهرب منها لأنهم لايستطيعون إثبات نقيظها وهو عدم إرتباط هذا الشخص بالماسونية لأنه كان يتصرف مايملي عليه هذه الفكرة بمحاذاة التوجهات الماسونية وللتأكد من ذلك ماعليكم إلا معاينة هذه الصور والبحث عنها لاني لا اجيد التركية ....

الخميس، 17 ديسمبر 2015

تشكل الجماعات الإسلامية الجهادية في ليبيا، بقلم / محمد العزبى باحث سياسى


تشكل الجماعات الإسلامية الجهادية في ليبيا، أحد أبرز معضلات المسار الانتقالي في ليبيا بعد إسقاط نظام القذافي، لاسيما أنها تعد بمثابة مرآة عاكسة ليس فقط لمأزق بناء الدولة في هذا البلد، بل لما يمثل تنامي وجودها من تأثيرات ذات طبيعة تهديدية على الأمن القومي لدول الجوار الإقليمي، وخاصة مصر،                                                                   محمد العزبى باحث سياسي


لاسيما في ضوء الارتباطات العابرة للحدود بين الإسلاميين بأطيافهم المختلفة (المعتدلون، السلفيون المتشددون، الجهاديون المسلحون) الذين استثمروا ما أحدثته ثورات الربيع العربي من نفاذية إقليمية للأفكار والقضايا، وضعف لسلطة الدولة في تعضيد نفوذهم السياسي.
وإذا كان الأمن القومي المصري في مفهومه الواسع يستند على تأمين وجود الدولة وسلامة أركانها وتلبية احتياجاتها، وضمان مصالحها الحيوية، وحمايتها من الأخطار القائمة والمحتملة سواء داخلياً أو خارجياً، فإن ليبيا تشكل في هذا الخصوص نقطة ارتباط استراتيجي لمصر، بحكم مرتكزات الجوار الجغرافي والتاريخ المشترك والتواصلات الاجتماعية، بما يرتب تبعات ومصالح أمنية واقتصادية وسياسية مشتركة، حتى إنه يمكن القول إن البلدين يشكلان "عمقاً استراتيجياً متبادلاً"، بما يعني أن عدم استقرار أي منهما يشكل تأثيراً ممتداً، ومباشراً على الأخرى.
وما يعمق من التأثيرات المتبادلة مرور كلا البلدين، بثورات أسقطت الأنظمة الاستبدادية في الدولتين ( نظامي مبارك والقذافي) ، وخلقت في الوقت نفسه مسارات انتقالية قد تبدو متباينة للوهلة الأولى، لكنها متشابكة التأثيرات بحكم الارتباطات المتعددة بينهما، فبينما بدا المسار الانتقالي متردداً في مصر بعد الثورة ما بين مجلس عسكري، ثم اعتلاء للإخوان لسدة الحكم في انتخابات برلمانية ورئاسية، ثم سقوطهم في الـ30 من يونيو إثر موجة ثورية، إلا أنه ظلت هنالك مركزية للدولة تقودها المؤسسة العسكرية تجلت في عزل مرسي ومواجهة تنظيم الإخوان، في المقابل، فإن ليبيا خرجت من مركزية القوة التي كرّسها القذافي لـ42 عاماً إلى لامركزية القوة أو بتعبير أدق تفكك السلطة، سواء أمنياً (المليشيات المسلحة)، أو مناطقياً (النزعة للفيدرالية تارة والانفصال تارة أخرى في الشرق)، أو سياسياً حيث أفرزت الانتخابات عدم هيمنة حزب معين على الساحة السياسية، أو أيديولوجياً (تنامي تيارات إسلامية منخرطة في السياسة، وأخرى جهادية تتمرس عبر تنظيمات مسلحة).
ومن هنا، فإن تفكك السلطة، وليس الدولة في ليبيا أحدث أثراً انتشارياً للمكونات الداخلية الليبية المتصارعة، ومنها الجماعات الجهادية المسلحة على الأمن القومي المصري، حيث بدا أن الشرق الليبي يمثل مصدراً للسلاح، وتدريب الجهاديين المصريين، علاوة على أنه يمثل ملاذاً آمناً لإسلاميين فارين من الحملات الأمنية المصرية بعد 30 يونيو، ومن هنا، تستهدف تلك الورقة، تشريح مكونات الجماعات الإسلامية الجهادية الليبية، وعوامل نشأتها، وتطورها بعد الثورة، علاوة على تأثيراتها سواء القائمة أو المحتملة على الأمن القومي المصري.
أولاً: الجماعات الجهادية في ليبيا .. النشأة وعوامل التطور
لا يمكن فصل نشأة الجماعات الإسلامية الجهادية في ليبيا بمعزل عن السياق العام لنشأة تيار الإسلام السياسي، والذي أسسته جماعة الإخوان المسلمين في العام 1949، كامتداد فكري للجماعة الأم التي أطلقها الشيخ حسن البنا في مصر في العام 1928، بعد قدوم عدد من المعلمين لإخوان مصر للتدريس في ليبيا، إذ مثلت الجماعة، سواء عبر أفكارها أو تقلبات مواجهتها مع نظام القذافي الوعاء الحاضن لنشأة التيارات الجهادية في ليبيا، وخصوصاً في الشرق الذي يملك "بنية تدينية متجذرة" عمّقتها الحركة الصوفية السنوسية.
لقد واجه نظام العقيد الليبي في سبعينيات القرن العشرين جماعة الإخوان المسلمين، وحزب التحرير الإسلامي، واستطاع تحجيم نفوذهما، سواء عبر حملات الاعتقال المستمرة أو تصفية قادتهم، مما شكل بيئة ملائمة لنشأة جماعات إسلامية مسلحة خاصة في الثمانينيات والتسعينيات ترى أن القوة المسلحة هي السبيل الوحيد لمواجهة نظام القذافي، خاصة مع تصاعد مساحة التأييد للتيار السلفي، خاصة في منطقة الشرق الليبي على حساب الإخوان الذين عانوا من ضعف انتشارهم نتاج الضربات الأمنية، كما أسهمت حرب أفغانستان التي مثلت بؤرة جهادية ضد السوفييت آنذاك في تشجيع ثقافة الجهاد المسلح ضد الأنظمة في المنطقة.
وفي هذا السياق، برزت تنظيمات مسلحة مناهضة للنظام الليبي، ومنها الجماعة الليبية المقاتلة، وحركة شهداء الإسلام، بيد أن المواجهات الأعنف كانت بين النظام والجماعة الليبية المقاتلة، لاسيما أن تلك الجماعة أنشأها مجموعة من الشباب الذين شاركوا في الحرب الأفغانية – السوفيتية، وقاموا بعمليات مسلحة في ليبيا في التسعينيات، بهدف إسقاط النظام بقوة السلاح، وفي 18 أكتوبر 1995، صدر أول بيان بشأن الإعلان عن قيام الجماعة الليبية المقاتلة لإقامة الدولة الإسلامية، مستندين إلى قوة السلاح.
وفي مواجهة تلك الجماعة الجهادية المسلحة، لجأ نظام القذافي إلى عدة استراتيجيات لتقليص المد الجهادي، أولها: تشجيع " التيار السلفي المدخلي" ( نسبة إلى شيخ سعودي يدعى ربيع المدخلي) غير المنخرط سياسياً والمتنامي في الشرق، عبر فك القيود عنه، خاصة أنه لعب دوراً في مهاجمة الجماعات الإسلامية الأخرى، على غرار استراتيجية اتبعت في مصر إبان حقبة مبارك، خصوصاً لمواجهة الإخوان بسلفيين غير مسيسين، بهدف تقليص مساحة التأييد الاجتماعي للإخوان من جهة، ومن جهة أخرى مواجهة التيار الجهادي المتصادم مع الدولة (الجماعة الليبية المقاتلة)، خاصة في شرق ليبيا، وثانيها، سعى نظام العقيد القذافي خاصة مع التوجه الإصلاحي لابنه سيف الإسلام القذافي، خاصة في عامي 2005 و2006 إلى محاورة قيادات من الإخوان وعدد أخر من الجماعات الجهادية في العام 2007، ضمن محاولات احتواء المعارضة آنذاك وقيام بعض الجهاديين بمراجعات لنبذ العنف لتخفيف الضغوط المتنامية ضد القذافي في الداخل والخارج، أما الاستراتيجية الثالثة، فقد ذهب نظام القذافي بعيداً لتأمين نظامه من هجمات الجهاديين، بالتعاون مع الولايات المتحدة لمواجهة العناصر الجهادية الليبية المنتمية لتنظيم القاعدة، خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، حتى أن القذافي نفسه أماط اللثام عن ذلك التعاون في العام 2003، عندما تحدث بأنه يقدم معلومات إلى واشنطن لمواجهة الإرهابيين الليبيين.
وبشكل عام، فإن نظام القذافي أسهم أن يصبح المزاج العام للتيار الإسلامي في ليبيا أقرب إلى الشكل الجهادي المسلح منه إلى المعتدل، بسبب السياسات الأمنية العنيفة والاستئصالية، حتى تحوّل الشرق من موطن للإخوان والسنوسية الصوفية المعتدلة إلى حاضنة للجماعات الجهادية، خاصة في ظل تقارب تلك المنطقة مع الثقافة العربية، بينما مالت جماعة الإخوان إلى إقليم الغرب، وخصوصاً طرابلس الأكثر انفتاحاً بفعل تماسها مع الدول الأوروبية، برغم عدم تخليها عن أنشطتها الاجتماعية في الشرق.
بيد أن مرحلة إسقاط القذافي شهدت إحياءً للتيارات الإسلامية بشقيها المعتدل والمتشدد، لاسيما إثر مشاركتهم بفاعلية في محاربة قواته، خاصة في الشرق التي انطلقت منه ثورة الـ17 من فبراير احتجاجاً على التهميش السياسي والتنموي، ومع سقوط النظام، وانفتاح المجال السياسي في المرحلة الانتقالية، ورخاوة السلطة الانتقالية، وطغيان حالة توزان الضعف على البلاد، حيث لا توجد قوة مركزية تدير الساحة السياسية، بدأت تحدث تغيرات على خريطة التيارات الإسلامية بشكل عام والجهادية خصوصاً، فقد سعت جماعة "الإخوان المسلمون" إلى تكريس دورها السياسي، عبر إعادة ترتيب قواعدها الشعبية مع مؤتمرها الشعبي الأول في نوفمبر 2011، حيث تم اختيار بشير الكبتي مراقباً عاماً جديداً لها، كما أسست الجماعة حزب البناء والعدالة كذراع لها في الحياة السياسية، مستغلة حالة الصعود السياسي للإسلاميين في المنطقة بعد ثورات الربيع العربي، حيث كان لها حضور في المجلس الوطني الانتقالي الذي تأسس في أعقاب الثورة، كما استطاع الحزب أن يحل ثانياً في انتخابات المؤتمر الوطني العام في يوليو 2012 بعد تحالف القوى الوطنية ذي التوجهات الليبرالية والذي يتزعمه محمود جبريل.
في الوقت نفسه، تشرذمت الجماعات الجهادية الليبية، وخرج من عباءتها اتجاهان بعد سقوط نظام العقيد الليبي، وهما:
الاتجاه الأول: الجهاديون المنخرطون في العمل السياسي الذين قاموا بمراجعات لنبذ العنف قبل الثورة داخل سجون القذافي، وهم غالباً من الجيل الأول الذي مر بمرحلة الصدام مع النظام الليبي، وشارك بعضهم في الحرب الأفغانية – السوفيتية، وتعرض للاعتقال من قبل الولايات المتحدة بعد 11 سبتمبر في جوانتانامو، وتمت إعادة بعضهم إلى ليبيا قبل وبعد الثورة، ومن أبرز نماذج الاتجاه الأول "الجماعة الليبية المقاتلة" التي غيرت اسمها بعد الثورة إلى "الحركة الإسلامية للتغيير" بعد مراجعات لنبذ العنف، حيث تنهج تلك الحركة نهجاً سلمياً يعترف باللعبة الديمقراطية، ورغم أن تصريحات عبد الحكيم بلحاج –أكثر الشخصيات النافذة من الجماعة الليبية المقاتلة بعد الثورة –تشير إلى أنه لا يحمل أجندة مضادة للغرب، وأنه يؤيد دولة مدنية ديمقراطية، فإن القوى الغربية عبرت عن قلقها، خاصة أنه تم اعتقاله علي يد المخابرات الأمريكية، على خلفية ارتباط مفترض بتنظيم القاعدة، وتم تسليمه إلى ليبيا، وفر مع بداية الثورة، غير أن بلحاج قال إن الجماعة الليبية المقاتلة تم حلّها، وليس لها وجود حالياً على الأرض، على أساس أن أعضاءها انضووا تحت لواء "الحركة الإسلامية للتغيير" التي تنبذ العنف، وهم الآن تخلوا عن السلاح ويمارسون أنشطتهم في شرق وغرب ليبيا.
وانخرط أعضاء "الحركة الإسلامية للتغيير" في العمل السياسي، عبر عدة أحزاب سياسية في الانتخابات التشريعية في يوليو 2012، من أبرزهم: حزب الأصالة السلفي، وحزب الوطن المعتدل ذي القاعدة الواسعة الذي انضم إليه بلحاج، وحزب الأمة الوسط الأكثر تشدداً في رؤاه الدينية، تحت قيادة سامي الساعدي الذي يعد المنظر الرئيسي للجماعة المقاتلة، لاسيما أنه ألّف من قبل دراسة حول مناهضة الديمقراطية في الإسلام، وانضم مع الساعدي شخصية محورية أخرى في الجماعة المقاتلة، هو عبدالوهاب قايد (شقيق الراحل أبو يحيى الليبي، الذي كان يعتبر على نطاق واسع الرجل الثاني في تنظيم القاعدة)، الذي ترشح ونجح في انتخابات المؤتمر الوطني العام في مدينة مرزق الجنوبية.
الاتجاه الثاني: جماعات جهادية مسلحة رافضة للانخراط السياسي، وهي جماعات ترفض المنظور الوطني للدولة الليبية وتكفر المجتمع، وتسعى لفرض تطبيق الشريعة بقوة السلاح، مستفيدة من بيئة إقليمية تصاعد فيها دور التيارات الجهادية لاسيما في مصر، وتونس، فضلاً عن ضعف الدولة الليبية وعدم قدرتها على نزع أسلحة المليشيات، بسبب بطء بناء أجهزة الأمن، ورفض بعض الثوار المسلحين الانضمام لها خوفاً من تهميشهم في معادلة الثورة والسلطة المتنازع عليها بعد ثورة الـ17 من فبراير، وتمثل تلك الجماعات الجيل الثاني من الجهاديين الذين عادوا إلى الظهور كقادة ألوية ثورية في بنغازي ودرنة ومدن شرقية أخرى، ومن أبرزهم هو عبد الحكيم الحصادي، الذي شكّل لواء درنة في المراحل الأولى للثورة، والذي تم تغيير اسمه في وقت لاحق إلى كتيبة شهداء أبو سليم، ويمكن الإشارة إلى أن الجماعات الجهادية المسلحة في ليبيا تشكل في مضمونها مستنسخات من تنظيم القاعدة، خاصة على صعيد التقارب الأيديولوجي، وإن لم تتوافر أدلة على ترابطها عضوياً مع القاعدة الأم، ومن أبرز هذه الجماعات الجهادية المسلحة:
- جماعة أنصار الشريعة: وقد تشكلت إبان الثورة من انفصال عناصر من تشكيلات جهادية مثل كتيبة 17 فبراير، وكتيبة عبيدة بن الجراح في بنغازي، وكتيبة شهداء أبو سليم في درنة بسبب خلافات حول الموقف الشرعي من المجلس الوطني الانتقالي، وتهدف جماعة أنصار الشريعة إلى تطبيق الشريعة، ورفض الممارسات الديمقراطية، ومقاومة البدع المتعارضة مع الإسلام وتطبيق الشريعة بقوة السلاح، ويقود الجماعة في بنغازي محمد زهاوي، وهي تملك روابط عديدة بالعديد من الجماعات الجهادية الأصغر عدداً التي تحمل ذات الاسم مثل أنصار الشريعة في درنة، والتي يقودها مسجون سابق بجوانتانامو، ويدعى أبو سفيان بن قمو، وقد حارب إلى جانب بن لادن طالبان وأعادته المخابرات الأمريكية إلى ليبيا بعد القبض عليه من قبل السلطات الباكستانية.
وتعد أنصار الشريعة من أقوى الجماعات الجهادية تسليحاً في ليبيا، إذ تشير تقارير غربية إلى أن عدد أفرادها تجاوز 5000، واكتسبت الجماعة شرعية عند الكثير من المدنيين، خصوصاً بعد تحملها مسؤولية حراسة مستشفى بنغازي في العام 2011، كما تنسب الجماعة لنفسها الفضل في مقاومة القذافي، لأنها قاومت كتائب هذا الأخير، قبل تدخل حلف شمال الأطلسي ليفرض منطقة حظر جوي، وبدا أول ظهور لتلك الجماعة في يونيو 2012، عندما نظمت تظاهرة في بنغازي ارتدى فيها المنتمون لها الزي الأفغاني وطالبوا بتطبيق الشريعة، غير أن العرض قُوبِل بمعارضة شديدة من القوى المدنية والقبلية التي رفضت أفغنة ليبيا، كما أثارت الجماعة ضجة شعبية بعد اتهامها بتدمير الأضرحة الصوفية، خاصة أنهم أثنوا على مرتكبيها، رغم رفضهم إعلان المسئولية عنها، كما تم اتهام الجماعة بأنها وراء محاولة اغتيال السفير البريطاني في ليبيا، وكذلك الهجمات على القنصلية الأميركية في بنغازي، والتي قُتِل فيها السفير الأمريكي وعدد من الدبلوماسيين.
- كتيبة شهداء بوسليم: وهي تتمركز في درنة، وعلى الرغم من أوجه الشبه الكثيرة التي تجمع بين تلك الكتيبة مع أنصار الشريعة لاسيما أن غالبية أعضائهما كانوا مسجونين أيام القذافى في سجن بوسليم، كما أن أيديولوجيتها تكاد تكون انعكاساً لأفكار تنظيم القاعدة سواء في تكفير المجتمع أو تطبيق الشريعة بالقوة، إلا أن كتيبة بوسليم محدودة التأثير، حيث يقدر أعضائها بالعشرات، بيد أن بعض التقارير أشارت إلى تورطها في عمليات اغتيال وتصفية رموز عهد القذافي، علاوة على تدريب متطوعين للجهاد إلى سوريا، كما أنها سعت لفرض الشريعة في درنة منذ منتصف العام 2012، إذ بدأت بإغلاق صالونات التجميل وفرض الأعراف الاجتماعية الصارمة في المدينة، إلا أن القبائل واجهت مشروعهم.
- ألوية الشيخ السجين عمر عبد الرحمن: والتي سُميت باسم زعيم الجماعة الإسلامية المصرية الذي يقضي حالياً عقوبة السجن المؤبد في الولايات المتحدة لتورطه في الهجوم على مركز التجارة العالمي عام 1993، ولا يعرف الكثير عن قيادة الجماعة أو حجمها، لكن تقارير محلية ليبية نسبت لها سلسلة الهجمات التي وقعت في بنغازي في مايو ويونيو 2012 ضد المصالح الغربية، ومن أبرزها الهجوم على اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
- جماعة التوحيد والجهاد: وهي تنشط في المناطق الشرقية وخاصة درنة وما حولها، وغالبية أعضائها صغار السن، ولتلك لجماعة اتصالات ببعض الجماعات الجهادية، خاصة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي.
ثانياً: تفاعلات الجماعات الجهادية في الداخل الليبي
يمكن القول إن ثمة تأثيرات وتفاعلات في الداخل الليبي، حول بروز الجهاديين الليبيين سواء المنخرطين في السياسة أو الذين يرفعون السلاح، وينتظمون في مليشيات مسلحة ومن أبرزها:
- أن الطبيعة النفطية والقبلية لدولة مثل ليبيا لعبتا دوراً في تحجيم قدرة التيارات الإسلامية عموماً على اجتذاب شرائح واسعة من السكان، لاسيما إنه لا توجد فرص لاستقطاب فقراء، على غرار الحالة المصرية، حيث يلعب الفقر دوراً في تفعيل الشبكات الاجتماعية للإخوان المسلمين، وبالتالي لم يستطع الإخوان أو الجماعات الجهادية سواء المسيسة أو المسلحة أن يكونوا قوة مركزية في الساحة الليبية بعد الثورة على غرار الحالة المصرية قبل 30 يونيو.
- رفض المزاج المجتمعي والسياسي الليبي للتيارات الدينية المتشددة، فعلى سبيل المثال بينما شغل تحالف القوى الوطنية والإخوان حيزاً من التفاعلات السياسية، إثر فوزهما بالمركزين الأول والثاني في انتخابات المؤتمر الوطني، خرجت الأحزاب ذات الخلفية الجهادية كالوطن والأمة وغيرها خاسرة حتى في معاقلها مثل شرق درنة، وهو ما يعني أن التيارات الجهادية ليست جاذبة مجتمعياً في ليبيا، في ضوء قدرة التيارات الإسلامية المعتدلة على التواجد في خريطة الصراعات الداخلية.
- شارك شيوخ القبائل في التواصل مع السلفيين الجهاديين، في محاولة لجذبهم إلى المجالس المحلية، ودمج كتائبهم في الأجهزة الأمنية الرسمية، فقد أزالت قبيلة الشلاوية، نقاط التفتيش الخاصة بكتيبة بوسليم في المدينة بعد قتل محمد الحاسي المكلف بالأمن في مدينة درنة في مارس 2012، ثم عقد مؤتمر كبير للقبائل الشرقية جنوب درنة، وتم الاتفاق فيه على أن يمنع شيوخ القبائل شبابهم من الانضمام إلى كتيبة بو سليم، وجماعة أنصار الشريعة.
- لعبت الجماعات الجهادية المسلحة دوراً في تعميق مأزق بناء الدولة الليبية بعد الثورة، عبر الصدام بين السلطات الانتقالية بسبب رفض تلك الجماعات تسليم سلاحها، ومحاولة الجهاديين فرض قيود دينية على السكان، خاصة في بنغازي، ورغم أن حادثة الهجوم على القنصلية الأميركية ومقتل السفير الأمريكي مثلت نقطة تحوّل في المواجهة بين الدولة والجماعات الجهادية المسلحة، حيث صدر قرار حكومي بحل كافة التشكيلات المسلحة، واستلام المقرات التي تشغلها ومصادرة أسلحتها، بيد أن افتقار الحكومة لجهاز أمني مركزي قوي جعل من الصعب نزع سلاح تلك المليشيات.
- توتير الوضع الأمني عبر استهداف المصالح الغربية في ليبيا، خاصة عبر الاستهداف المتكرر للسفارات الأجنبية في بنغازي وطرابلس، بما زاد من التدخل الخارجي في الداخل الليبي، وتجلى ذلك، عندما أقدمت القوات الأمريكية على اعتقال أبو أنس الليبي العضو بالقاعدة في مؤشر على اختراق وإضعاف للسلطة الانتقالية في مرحلة ما بعد الثورة.
ثالثاً: تأثيرات الجماعات الجهادية على الأمن القومي المصري
تعد مصر أحد أبرز دول الجوار الإقليمي لليبيا تأثراً بتنامي الجماعات الجهادية وخاصة المسلحة في شرق ليبيا، لاسيما في ضوء وجود مجموعة من خطوط التشابك الجغرافي والسياسي والأيديولوجي بين التيارات الإسلامية في البلدين، برغم اختلاف الخصوصية المجتمعية بينهما، وتعمقت تلك الخطوط إثر صعود التيار الإسلامي بشقيه المعتدل والمتشدد في مصر بعد ثورة 25 يناير، وزادت مخاطرها بعد الموجة الثورية التي أسقطت حكم جماعة الإخوان المسلمين في 30 يونيو، إذ انعكس ذلك على الوضع السياسي الليبي في مجموعة من المؤشرات مثلت نقاط تماس مباشرة حملت في طياتها تأثيرات مباشرة من قبل الجماعات الجهادية الليبية على الأمن القومي المصري، ومن أبرزها:
- التغذيات المتبادلة بين الجماعات الجهادية في مصر وليبيا: فرغم أن خطوط التشابك والخبرات المتبادلة تكاد تكون محدودة نسبياً بين الأحزاب السلفية في مصر وليبيا (كالنور والأمة والوطن)، بسبب الاختلافات النسبية في الروافد والرؤى، فإن التشابك بدا أكثر فعالية على صعيد الجماعات الإسلامية المسلحة التي رفضت الانخراط في العمل السياسي في مصر وليبيا وتحديداً في الشرق، إذ بدا أن الأخيرة (خاصة جماعة أنصار الشريعة وألوية السجين عمر عبد الرحمن كروافد للقاعدة) تشكل مصنعاً لتدريب متشددين، وتصدير السلاح إلى مصر وتحديدا للجماعات النظيرة في سيناء، وتجلى ذلك في مؤشرات تراكمت منذ الثورة في البلدين، بدءاً من تقارير أمنية تحدثت عن مشاركة مصريين في الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي والتي أسفرت عن مقتل السفير الأمريكي، ومروراً بتفجير القنصلية المصرية في بنغازي كرد على فض اعتصامات الإخوان، كما نظمت جماعات جهادية ليبية عرضاً عسكرياً على الحدود مع مصر باعثة برسالة تهديد غير مباشرة للسلطات المصرية بعد فض اعتصامات الإخوان.
- نمو الجريمة المنظمة نتيجة لضعف السيطرة الأمنية على حدود البلدين: إذ أن الرخاوة التي شهدتها الأجهزة الأمنية المصرية بعد الثورة، وتشظي المؤسسات الأمنية الليبية إلى مليشيات مسلحة بعد سقوط القذافي، خلف عدم سيطرة مشتركة على حدود البلدين، وهذا الأمر لعب دوراً في نمو الجريمة المنظمة بأشكالها المختلفة من تهريب سلاح وتجارة مخدرات وبشر وغيرها، مما شكّل بنية اقتصادية للجماعات الجهادية سواء في مصر وليبيا لتمويل عملياتها، وفي هذا السياق، تبدو عمليات تهريب السلاح ومستلزمات العمليات الانتحارية هو الشكل الأخطر الذي ينتقل من ليبيا إلى مصر، لاسيما أن الأسلحة المتبقية بعد سقوط القذافي، وجدت سوقاً إقليمية "مضطربة" تستوعبها، وتقدرها الأمم المتحدة بـ 12 دولة ومنها مصر، وتقدر جهات رسمية حجم السلاح في مصر بعشرة ملايين قطعة غالبيتها قادمة من ليبيا والسودان، وبينما سعت الأجهزة الأمنية المصرية لضبط حركة الحدود ومنع تهريب السلاح، فإن إجراءاتها أثارت حفيظة جماعات مسلحة في الشرق ضغطت على القاهرة بمنع عبور الشاحنات إلى ليبيا واعتقال مصريين.
- استهداف المليشيات المسلحة للمصالح المصرية في ليبيا: في ظل عدم قدرة السلطات الانتقالية على السيطرة الأمنية في الشرق خصوصاً، حيث تعرضت كنيسة مصرية في بنغازي للحرق بعد اتهامات لها بتأسيس شبكة للتبشير بالمسيحية، كما تعرض العمال المصريون إلى عدة حوادث اختطاف في العام 2013 من قبل جماعات مسلحة، ولعل ذلك يحدث تأثيراً في أحد أبرز القضايا الاقتصادية التي تشتبك فيها البلدان وهي العمالة التي تشير بعض التقديرات إلى بلوغها نصف مليون مصري بعد الثورة ينتشرون في أرجاء ليبيا، فضلاً عن حركة التجارة والاستثمارات بين البلدين.
- تحول بعض مناطق شرق ليبيا التي تسيطر عليها جماعات جهادية إلى ملاذ أو معبر آمن لبعض المنتمين للتيارات الإسلامية المعارضة للسلطة في مصر بعد 30 يونيو: وفي هذا السياق، يمكن فهم التقارير التي تشير إلى أن هروب القيادي الإسلامي المصري عاصم عبد الماجد المطلوب أمنياً إلى قطر تم عبر ليبيا، كما أنه تم القبض على القيادي صفوت حجازي في مرسى مطروح قبل الهروب إلى ليبيا، ومن هنا فإن الشرق الليبي مرشح ليكون مخزناً جهادياً ومصباً للتيارات الجهادية يعمّق الأزمات الأمنية في مصر والمنطقة ككل خاصة في ظل تورط الجماعات الجهادية في تدريب عناصر متشددة للجهاد في سوريا، وشمالي مالي، وإقامة تشابكات مع حركات جهادية في مصر والمغرب العربي ومنطقة الساحل والصحراء بشكل عام.
- الارتباطات الإخوانية – الجهادية للضغط على السلطات في البلدين: حيث إن إسقاط إخوان مصر في الموجة الثورية لـ30 يونيو خلفت اتجاهاً لدى جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا وذراعها السياسي العدالة والبناء إلى تأمين نفسها عبر صياغة تحالفات مع مليشيات مسلحة خاصة في مصراته لكسر معادلة توازن الضعف مع الزنتان والليبراليين والسيطرة على طرابلس، هذا من جانب، ومن جانب أخر، ممارسة تأثير غير مباشر أو تحريضي للجهاديين المسلحين في الشرق لمواجهة معارضي المشروع الإسلامي خاصة بعد تنامي ظاهرة الاغتيال للمعارضين لحزب العدالة والبناء (نموذج اغتيال عبد السلام المسماري)، والضغط في الوقت نفسه على المصالح المصرية لتحجيم امتداد نموذج إسقاط إخوان مصر إلى ليبيا، خاصة أن المسئول العام لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا بشير الكبتي حذر من محاولة استدعاء المشهد المصري إلى ليبيا حيث ستكون له نتائج كارثية، لأن الشعب في ليبيا مسلح، ولعل ذلك الارتباط الإخواني – مع مليشيات مسلحة لتأمين موقف الأولى سياسياً، يشير إلى التطور الذي طرأ على الفكرة الإخواني أيضاً في مصر عبر ممارسة تحريضية للجماعات الجهادية لشن عمليات إرهابية ضد السلطات المصرية في سيناء.

بيد أن مدى الحدة التي تأخذها تلك التأثيرات والتفاعلات على الأمن القومي المصري ستحدد في ضوء المسارات المحتملة التي تأخذها الدولة الليبية نفسها بعد الثورة، والتي تتراوح ما بين فيدرالية مناطقية ( فزان، طرابلس، بنغازي)، أو مركزية هشة تكرس وضعية توازن الضعف القائمة في ليبيا أو دولة منزوعة السيطرة على مناطقها، وهو السيناريو الأخطر الذي قد يرفع من مخاطر تهديد الأمن القومي المصري ويفرض على السلطات المصرية مجموعة من التحركات الأساسية بخلاف الإجراءات الأمنية الحالية لضبط الحدود ومنع تسرب السلاح خاصة إلى سيناء، وأولها التأكيد على أهمية حماية الدولة الليبية من التفكك، لاسيما أن بقاء ليبيا موحدة دون تفكك يقلل من المخاطر المحتملة على الأمن القومي المصري، وثانيها الدخول المصري كطرف فاعل في توازنات الشرق الليبي، بما يحجم من قدرة الجماعات الجهادية على التأثير على المصالح المصرية، وثالثها دعم السلطات الانتقالية، خاصة فيما يتعلق ببناء أجهزة أمنية مركزية تحد من تأثير الجهاديين المسلحين